السوشيال ميديا: منصات تواصل أم مصانع عزلة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter









 

بقلم: محمد طارق – صحفي متدرب


رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نقضي ساعات طويلة في التفاعل ومشاركة الأفكار والصور والمواقف، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن هذه المنصات الرقمية باتت تحمل في طياتها آثارًا نفسية واجتماعية وسلوكية واقتصادية سلبية متنامية، تؤثر على الفرد والمجتمع على حد سواء.


* العزلة الاجتماعية رغم "التواصل"


بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 2023، فإن الإفراط في استخدام وسائل التواصل قد يؤدي إلى تدهور مهارات التفاعل الحقيقي، خاصة بين المراهقين والشباب. فالمحادثات الافتراضية لا تعوّض التواصل الواقعي، ما أدى إلى تفشي مشاعر الوحدة والانفصال الاجتماعي رغم الارتباط الدائم بالإنترنت.


* الاكتئاب والقلق... ثمن التمرير المستمر


تشير دراسة حديثة من جامعة هارفارد إلى وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في استخدام تطبيقات مثل إنستغرام وتيك توك وبين زيادة معدلات القلق والاكتئاب والانتحار بين المراهقين، خاصة بسبب المقارنات المستمرة مع حياة الآخرين المُجمّلة رقميًا.


أظهرت الدراسة أن 64% من المراهقين شعروا بأنهم "أقل شأنًا" بعد استخدام السوشيال ميديا لمدة تزيد عن 3 ساعات يوميًا.


* إدمان رقمي حقيقي


الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) صنّفت "إدمان الإنترنت والسوشيال ميديا" كأحد السلوكيات الإدمانية التي تحتاج إلى علاج سلوكي. حيث يُظهر بعض المستخدمين أعراض انسحاب نفسي وجسدي عند تقليل استخدام الهاتف، مثل القلق، فقدان التركيز، واضطراب النوم.


* انتشار المعلومات الزائفة وخطر "الترند السام"


تشير تقارير منظمة اليونسكو إلى أن 70% من المعلومات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالصحة والسياسة تفتقر إلى المصداقية، ما ساهم في نشر نظريات مؤامرة، وعلاجات كاذبة، وأفكار متطرفة، وأثّر سلبًا على إدراك الناس للواقع.


* تآكل الخصوصية وهوس التقدير


في سباق "الإعجابات" و"المشاهدات"، أصبح المستخدم يسوّق لحياته كـ"منتج"، حتى الأطفال لم يسلموا من ذلك؛ فالكثير من الآباء ينشرون صور أبنائهم دون وعي بتأثيرات ذلك على الخصوصية مستقبلاً.


مركز الأمان الرقمي الأوروبي (EDRI) أكد أن أكثر من 45% من الأطفال في أوروبا لديهم بصمة رقمية واسعة قبل سن الخامسة دون موافقتهم.


* تراجع التحصيل العلمي والانتباه


أثبتت دراسة من جامعة أوكسفورد أن الطلاب الذين يستخدمون السوشيال ميديا خلال الدراسة يعانون من تشتت الانتباه وتراجع مستويات التحصيل بنسبة تصل إلى 20% مقارنة بأقرانهم الذين يحددون استخدامهم لهذه المنصات.


 هل نحن نستخدم السوشيال ميديا... أم هي من تستخدمنا؟

اضف تعليق

أحدث أقدم