بقلم: عبدالله حسن الحجازى
ورد فى القرآن الكريم قوله تعالى " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (النّساء 83:4) أخبار الأمن والخوف تحتاج إلى أمانه وصدق ونقل صحيح للخبر من مصدره بعد التحقيق منه ، والرجوع إلى أهله أو المسئولين عنه .إنها دعوة قرآنية لوقف الإشاعات بكل صورها ومنع بثها ونشرها .
عندما شاع خبر مقتل النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة أحد دب اليأس فى قلوب الصحابه وانخفضت معنوياتهم بل منهم من ألقى سيفه حتى خرج عليهم الصحابى الجليل انس بن النضر وقال لهم قولته الخالده موتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالإشاعة أمر خطير على الفرد وعلى المجتمع حيث يمتلئ بالضغائن والأحقاد، وتؤثر خطورة الإشاعة فى الحالة الإقتصادية للبلاد وتؤثر فى تذبذب الاسعار ، ومن الشائعات الأوبئة والأمراض وشائعات الفقر و الحروب و المجاعات التى تصيب الخوف والرهبة والهلع فى قلوب الناس حتى تكثر الإصابة باضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق كما تسبب فى حدوث، بعض الأمراض، والعزلة الاجتماعية، وقد يصل بالأشخاص إلى التفكير في الانتحار أو إدمان المواد المخدرة . الإشاعات امر خطير يصيب المجتمع بالكلام فيما لا يفيد وتداول أخبار كاذبه كلها خوف وهلع من اشياء خيالية غير حقيقية . مما يؤدى ذلك إلى اضطراب مجتمعى خطير مثل العداء المجتمعى وفقد الأمن والخوف والتشرد الأسرى حيث تكثر جرائم القتل والسرقة والنصب و الإحتيال .
إن إلإعلان عن أى خبر يحتاج الى مصدر حقيقى ذوي ثقه كالمؤسسات الحكومية أو بالتحقق ممن صدر منه الخبر . عندما جآء الهدهد لسيدنا سليمان نبى الله عليه السلام بخبر مملكة سبأ لم يصدق فى بداية الأمر بل أرسل من جآء بالخبر وهو الهدهد نفسه وقال له " سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين " أراد سليمان عليه السلام أن يتحقق من المنقول عنهم الخبر وهى ملكة سبأ. وبالفعل كان الجواب بصدق الهدهد .
فاكتب بحق و تحرى عن الأخبار قبل نشرها لأن الكلمة مسئولية كل كاتب واختيار المعانى زيادة فى جمال المعنى . إجعل قلبك مؤمنا بما تكتبه وكن صادقا .
واخيرا فالصحافة هى مهنة الحقيقة والتى تتجلى كلماتها فى صدق الكلمه والمعنى .كلمات صادقة يعرفها العقلاء والمثقفون وأصحاب الفكر والرأى
قيل : "الصحافة هي كاتب يحاول البحث عن طريق الحقيقة ثم يبعثرها في عاصفة من الكلمات." الصحافة هى الحقيقة التى يجب ألا تختفى وهى الشمس التى يجب ان يراها الجميع لتصح ابدانهم و اعينهم هدهد سليمان جآء بخبر القوم الذين يعبدون الشمس وأرسل إليهم رسالة اوضح من الشمس فأسلمت ملكة سبأ. إنها الحقيقة التى يجب أن تراها العيون والتى يجب أن يؤمن بها الجميع .
إرسال تعليق