كتبت همس حسن
وسط صخب الشوارع وضجيج السيارات، هناك من يعمل في صمت دون أن يلتفت إليه أحد… عامل النظافة، ذلك الجندي المجهول الذي يواجه الغبار والقمامة يوميًا، ليمنحنا بيئة أنظف وشوارع أرقى. ورغم أهمية دوره الحيوي، إلا أنه يظل أكثر الفئات المظلومة والمهمّشة في المجتمع.
فعامل النظافة يتقاضى راتبًا لا يتناسب مع الجهد الشاق الذي يبذله، بل لا يكفي لسد أبسط احتياجات أسرته اليومية. ومع ذلك، يخرج كل صباح ليؤدي عمله بإخلاص، دون تأمين صحي حقيقي أو حماية اجتماعية عادلة، وكأن حقوقه تُمحى مع ما يكنسه من طرقات.
المفارقة المؤلمة أن الجميع يتحدث عن نظافة الشوارع والمظهر الحضاري للمدن، لكن قليل من يتحدث عن الإنسان الذي يقف وراء هذه الصورة. عامل النظافة، الذي يُفترض أن يكون موضع تقدير وتكريم، يعاني من التجاهل المجتمعي والرسمي، فلا هو حظي بالاهتمام الكافي، ولا تمتّع بالحد الأدنى من حقوقه.
إن الإنصاف الحقيقي يبدأ من الاعتراف بقيمة هؤلاء العمال، وتقدير جهدهم، ومنحهم رواتب عادلة ورعاية صحية وتأمينية تحميهم وأسرهم. فهم ليسوا مجرد "عمال نظافة"، بل هم خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة المجتمع وصورته الحضارية.
ويبقى السؤال: متى ينصف المجتمع من ينظّف طرقاته؟
إرسال تعليق