مستشفى مركز ساقلتة بين الإهمال وغياب الرقابة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter






بقلم/ مصطفى علي التمساح 

أمس في تمام الساعة التاسعة مساء، كنتُ شاهد عيان على موقف لا يصدقه عقل داخل المستشفى المركزي بمركز ساقلتة بمحافظة سوهاج.

دخلت المستشفى ومعي مريض يعاني من نزلة برد حادة، فتوجهنا إلى الصيدلية بحثًا عن علاج أساسي يفترض أن يكون متوافرًا في أي وحدة صحية، ألا وهو حقنة البرد. ولكن المفاجأة الصادمة أن الحقنة غير موجودة!


هل يُعقل أن مريضًا يأتي إلى مستشفى حكومي مركزي ولا يجد أبسط أنواع العلاج؟!

هل وصل بنا الحال أن يُترك المواطن البسيط، الذي لا يملك ثمن العلاج في المستشفيات الخاصة، بلا دواء ولا رعاية؟


الأدهى والأخطر من ذلك، أن صديقًا كان يعمل في التمريض داخل المستشفى، قال لي ببرود: "يا عم لو كنت قايل لي كنت جبتها لك"، وكأن الأمر واسطة أو مجاملة شخصية!

هل أصبح العلاج في بلدنا يُمنح بـ "المعرفة" وليس بالحق؟!

هل المستشفى ملك لأشخاص بعينهم، وليست مؤسسة عامة لخدمة المرضى جميعًا دون تفرقة؟!


إن ما حدث اليوم ليس مجرد تقصير، بل هو فضيحة تمس شرف المهنة وأمانة المسئولية. المريض الذي يلجأ إلى المستشفى الحكومي هو في أمسّ الحاجة للرحمة والدواء، لا أن يواجه الإهمال والتسيب.


نحن نطالب السيد وزير الصحة، والسادة المسئولين في محافظة سوهاج، بفتح تحقيق عاجل وشامل في هذه الواقعة، ومحاسبة كل من تسبب في حرمان المرضى من حقهم المشروع في العلاج.

كما نطالب بتوفير الأدوية الأساسية بشكل دائم داخل المستشفى، وتفعيل الرقابة الصارمة على عمل الصيدليات والأطقم الطبية.


إن الصمت على هذا الوضع جريمة في حق المواطن الغلبان، وجريمة في حق الدولة التي تسعى جاهدة لإصلاح المنظومة الصحية.

فلنقف جميعًا وقفة حقيقية من أجل إنقاذ مستشفى مركز ساقلته من هذا الإهمال الذي يهدد حياة الناس يومًا بعد يوم.

اضف تعليق

أحدث أقدم