كتب خالد عجلان
منذ سنوات وأهالي قوص يحلمون بمستشفى مركزي يليق بتاريخ المدينة وعدد سكانها، مستشفى يخفف عن كاهل المرضى رحلة السفر إلى قنا أو الأقصر بحثًا عن علاج أو سرير أو حتى سرنجة نظيفة. لكن الواقع المؤلم أن المستشفى ظلّ ضحية لتجاذبات ومصالح شخصية، يتعامل معها البعض وكأنها غنيمة سياسية أو سبوبة خاصة لا كحق أصيل من حقوق المواطنين.
الزيارات الرسمية دائمًا مُنمقة، تلميع أمام الكاميرات، ووعود براقة لا تتحقق، بينما الحقيقة على الأرض: نقص أطباء، أجهزة معطلة، غرف عمليات متوقفة، وأهالي يضطرون لشراء الدواء والمستلزمات من الخارج. كأن المستشفى مجرد مبنى بلا روح، بلا إدارة جادة، بلا ضمير.
الأدهى من ذلك أن صوت الناس لا يصل. بعض المسؤولين يتعاملون مع المستشفى على أنها ورقة ضغط أو أداة دعاية، وليست مؤسسة صحية لإنقاذ الأرواح. النتيجة: المواطن هو الضحية، والمصالح الشخصية هي المستفيد الأكبر.
قوص تستحق أكثر من ذلك. مستشفى قوص المركزي يجب أن يكون مشروعًا قوميًا يخدم الآلاف يوميًا، لا ساحة لتصفية الحسابات أو تحقيق مكاسب شخصية. والمطلوب الآن أن يتحرك الرأي العام، أن يضغط المواطنون، أن تكون هناك مساءلة حقيقية لكل من تسبب في هذا الوضع، حتى يتحول هذا الكيان من مجرد مبنى إلى مستشفى حقيقي يليق بالإنسان المصري.
إرسال تعليق