بقلم / محمود رمضان توفيق
في زمن بقى فيه " التريند" سيد الموقف، وبقت السوشيال ميديا بتدور على الهيافة عشان تكسب مشاهدات، في قضايا بتدفن حية، وصوت صرخات بيموت قبل ما يوصل لودان الناس.
ثلاجة موتى… مش مجرد مكان لحفظ أجساد فارقت الحياة، دي بقت شاهد صامت على حكايات وقصص محدش فكر يسأل عنها. جواها أسرار، ظلم، وأحيانًا جريمة، لكن للأسف، الكاميرات مش بتروح هناك، والمايكروفونات بتدور بعيد عن الحقيقة.
زمان كانت الكلمة الصادقة أساس الإعلام، وكانت الكاميرا عين الحقيقة، بتكشف الغطا عن المسكوت عنه، وتنقل رسالة هادفة تمس الضمير قبل ما تمس الأرقام والإحصائيات. النهاردة، بنشوف قنوات وبرامج بتجري ورا اللقطة السهلة، وتسيب المأساة الحقيقية في الظل.
أنا بكتب النهاردة عن ثلاجة الموتى، مش عشان أهوّل، لكن عشان أقول: فيه أرواح رحلت، وصرخات اتسجنت جوا الصمت، ومظلومين ما لاقوش حد يسمعهم. الكلمة أمانة، والصورة رسالة، والإعلام عمره ما كان "شو" أو سباق على الترند.
يمكن آن الأوان نرجّع الكاميرا لمكانها الصح… ونفتح باب الثلاجة مش بس عشان نعدّ الجثث، لكن عشان نعدّ القصص، ونقول الحقيقة قبل ما تتحول لجثة تانية جوه الصمت.
إرسال تعليق