كتب رمضان منير
فى ظل صمت دولي متزايد جاء اعلان الأمم المتحدة عن تفشى المجاعة في قطاع غزة ليكشف عمق الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسكان الفلسطينيين غير أن هذه الكارثة بحسب العديد من التقارير والتحليلات ليست مجرد نتيجة لصراع أو حصار بل تعبير واضح عن تعبير واضح عن سياسة اسرائيليه ممنهجة تهدف إلى أكثر من مجرد الضغط أنها استراتيجية تسعى إلى تغيير الواقع الديموغرافي للقطاع من جزوره
إن ما يجري في قطاع غزة يتجاوز كونه أزمة إنسانية طارئة بل يعد جزءا من مخطط إسرائيلي مدروس يهدف إلى السكان نحو النزوح القسرى من خلال استخدام أدوات التجويع والتدمير الممنهج وإن هذا النهج لايقتصر على حرمان السكان من الغذاء والدواء بل يمتد إلى استهداف البنية التحتية الحيوية كمنشأت تحلية المياه وشبكات الطرق لتعطيل مظاهر الحياة الأساسية وشل وشل قدرة القطاع على الصمود كما يعاني سكان غزه من نقص حاد في المواد الأساسية رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لإدخال المساعدات الإنسانية إلا أن هذه المساعدات لاتظل غير كافية لسداد الاحتياجات اليومية في ظل تقارير تشير إلى وجود ميلشيات موالية لإسرائيل داخل القطاع تعمل على عرقلة توزيع المعونات مما يفاقم من الازمه ويزيد من معاناة الفلسطينيين
كل هذه الاجراءات ليست عشوائية أو ظريفه بل تندرج ضمن خطة ممنهجة تشرف عليها أجهزة أمنية إسرائيلية تستهدف إعادة تشكيل الواقع الديموغرافي فى غزة بما يخدم مصالح الاحتلال طويلة الأمد ويؤسس لمرحلة جديدة من السيطرة قائمة على الإفراغ السكانى والتجويع القصرى
والجدير بالذكر أن ما يعيشه قطاع غزة اليوم ليس فقط أزمة إنسانية بل انعكاس صارخ لمشروع استيطانى طويل الأمد يستغل أدوات الحصار والتجويع كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية وديموغرافيه وهذه الحقائق تفرض على المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية سياسيه عاجله لوقف هذا المسار المدمر وضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية للفلسطينين في القطاع المحاصر
إرسال تعليق