الكلمة مسؤولية.

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter











بقلم: رحاب أشرف. 

الكلمة ليست مجرد حروفٍ تُقال وتطير في الهواء، 

بل هي أمانة يحملها اللسان، 

ويُحاسَب عليها الإنسان،

 كما ورد في قوله تعالى:

﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق:18]

وقوله تعالى:

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة:83].


قد تكون الكلمة بلسمًا يُداوي القلوب، وقد تكون سهمًا يُمزِّق الأرواح، بالكلمة تُبنى الأمم وتنهض الحضارات، وبالكلمة أيضًا تندلع الحروب وتنهار القيم، إنّها مسؤولية؛ لأنها تعكس وعي صاحبها وضميره، وتكشف عن صدق نواياه أو زيفها، من يدرك أن كلماته قد تغيّر مصير إنسان، أو تزرع أملًا، أو ربما تهدم حلمًا، يعلم أنّ لسانه أمانة، وأن الصمت في أحيان كثيرة أرحم من كلمة جارحة.


وللكلمة نوعان:

1- الكلمة التي تبني: كلمة طيبة أو مُشجّعة ترفع معنويات شخص يائس، كلمة صدق وعدل تُصلح بين متخاصمين، كلمة حكيمة تهدي أمة أو توجّه مجتمعًا، كلمة حب أو اعتذار تُحيي قلبًا أو تبني علاقة قوية.

2- الكلمة التي تهدم: كلمة جارحة أو سخرية قد تكسر إنسانًا، إشاعة أو كذبة قد تهدم سمعة شخص أو تزرع فتنة بين الناس، كلمة حقد أو تحريض قد تُسبّب حربًا أو جريمة، وكلمة يأس قد تُطفئ أملًا في قلب طفل أو شاب.


إن الكلمة سلاح ذو حدّين: حدٌّ يبني وحدٌّ يهدم.

 قال الشاعر:

جراحاتُ السِّنانِ لها التِئامٌ … ولا يَلتامُ ما جَرَحَ اللِّسانُ. 


وفي النهاية، فلنجعل كلماتنا نورًا نهتدي به ونُهدي به غيرنا، لا نارًا نحرق بها من حولنا، فالكلمة مسؤولية، ومن يزن كلماته يزن قلبه وعقله معًا. وإن الكلمة الحسنة أفضل من الجارحة، لأن الأخيرة سهام تُغرز في نفس الإنسان. لذا يجب أن نُراعي كلماتنا قبل خروجها. وكما قيل:

"لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك."

اضف تعليق

أحدث أقدم