بقلم: أحمد عيسي الزوامكي
في الأزمات الكبرى تكشف معادن الدول، وتُختبر قوة الشعوب وصدق القيادة. واليوم، وفي عام 2025، تقدم مصر نموذجًا فريدًا في الصمود الوطني، تقوده قيادة سياسية واعية، ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل من الصبر والإصرار استراتيجية عمل، ومن المواجهة طريقًا لبناء وطن لا يعرف الانكسار.
منذ سنوات طويلة، اعتادت مصر أن تواجه تحديات كبرى، بعضها اقتصادي، وبعضها أمني، وأخرى سياسية مرتبطة بالإقليم الملتهب من حولها. غير أن ما يميز اللحظة الراهنة هو وضوح الرؤية التي تتبناها القيادة المصرية؛ رؤية تجعل من استقرار الدولة وأمن المواطن حجر الزاوية في أي خطوة يتم اتخاذها. فالرئيس السيسي لم يكتفِ بتشخيص الأزمات، بل جعل من مواجهتها فرصة لإعادة صياغة شكل الدولة المصرية على المستويين الداخلي والخارجي.
على الصعيد الداخلي، جاءت المشروعات القومية الكبرى كجزء من استراتيجية الصمود. فبناء المدن الجديدة، وشبكات الطرق، والمشروعات الزراعية، ليست مجرد أعمال إنشائية، بل هي بنية تحتية لدولة حديثة قادرة على استيعاب أجيال المستقبل. هذه المشاريع، رغم تكلفتها الضخمة، تعد استثمارًا في قوة مصر الحقيقية، وتجعلها أكثر قدرة على مواجهة الأزمات الاقتصادية العالمية التي تضرب العديد من الدول.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد أثبتت القاهرة أنها قادرة على حماية أمنها القومي في مواجهة أخطر التحديات. من الملف الليبي إلى الأزمة السودانية، ومن مياه النيل إلى أمن البحر الأحمر، ظلت مصر ثابتة في مواقفها، متمسكة بحقوقها، مدافعة عن استقرارها. وقد شكلت هذه المواقف درعًا واقيًا للدولة، ورسالة واضحة بأن مصر لن تسمح بتهديد أمنها أو المساس بمصالحها الاستراتيجية.
دوليًا، تنتهج مصر سياسة متوازنة تقوم على تنويع الشراكات والانفتاح على مختلف القوى العالمية. هذه السياسة تعكس براغماتية سياسية تضع المصلحة الوطنية في المقام الأول، وتمنح مصر هامش حركة أوسع في عالم تتغير خرائطه بسرعة. وهنا يتضح ذكاء القيادة المصرية في إدارة التوازنات المعقدة، دون التفريط في استقلال القرار الوطني.
إن استراتيجية الصمود التي يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليست مجرد خطاب سياسي، بل هي واقع ملموس في كل خطوة تخطوها الدولة. ومهما تعددت التحديات أو تعالت أصوات المشككين، يبقى الثابت أن مصر تسير بثقة نحو المستقبل، وأن قيادتها قادرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والهزات إلى محطات قوة.
لقد أثبتت التجارب أن الأوطان لا تنهض إلا بوعي شعوبها وثقة مواطنيها في قيادتها. واليوم، يحتاج الوطن من كل مصري أن يدرك أن دعم الدولة والرئيس ليس موقفًا سياسيًا عابرًا، بل هو واجب وطني يفرضه المنطق والواقع والتاريخ. فمصر وطن لا يعرف الانكسار، ورئيسها يكتب مع شعبه ملحمة صمود ستظل علامة مضيئة في سجل الأمم.
إرسال تعليق