كتب/ ناريمان ظريف
في احدى عربات القطار المتجه من سوهاج الى قنا وبين اصوات المسافرين وضجيج
العجلات على القضبان كان الجدر يخبئ قصة موجعة
تدمي القلوب.
داخل المقصورة لفت انتباه الركاب صوت بكاء طفل لا يعرف من الدنيا سوي صرخاته الضعيفة ملفوفا في قطعة قماش مهترئة
وموضوعا في زواية
لا يلتفت اليها احد.
كان الرضيع يصرخ كانه يستنجد يبحث عن صدر حان عن لمسة ام عن عينيا تمتلئان بالرحمة لكن امه لم تكن هناك لقد غادرت بعيدا تاركة
فلذة كبدها لمصير مظلم بعدما اثقلتها الخطايا فلم تجد سبيلا الا ان تفر منه ومن ذنبها ومن خوفها من المجتمع.
التحريات كشفت ان تلك الام لم تتجاوز عمر الزهور دفعتها لحظة ضع وخيانة الامانة الى علاقة محرمة مع نجل عمها فانتهت الحكاية بصرخة ميلاد بريء لم يطلب القدوم الى الدنيا لكن الدنيا ابت الا ان تستقبله بهذا الجحود.
تركت القاصر امومتها على رصيف محطة"سوهاج"
ووضعت صاغرها في القطار ثم هربت منه كمن يلقى حجرا ثقيلا من على صدره غير ان الحجر لم يسقط في صمت بل سقط على قلوب الجميع فاوجعهم وابكاهم.
وعندما قبضت قوات الامن عليها جلست الفتاة تبكي بحرقة لكنها لم تبكي على نفسها بقدر ما بكت على ذاك الطفل الذي لفظته بين الحديد والضوضاء دون ان تودعه دون ان تمنحه حضنا اخيرا.
وتعود احداث الواقعة عندما تلقى اللواء مدير امن قنا اخطارا من مامور قسم شرطة النقل والمواصلات يفيد بالعثور على طفل رضيع مجهول داخل القطار القادم من القاهرة في اتجاه قنا.
على الفور انتقلت الاجهزة الامنية لمكان البلاغ وبالفحص واجراء التحريات المكثفة تبين ان وراء الواقعة طالبة تقيم بمحافظة سوهاج
انجبت الطفل نتيجة
علاقة غير شرعية
مع نجل عمها لتقرر التخلص منه اثناء توقف القطار بمحطة
سوهاج تاركة إياه
لمصير مجهول.
وتمكنت قوات الامن من تحديد هوية الطالبة وضبطها
وبمواجهتهما اقرت
تفصيليا بارتكاب الواقعة.
جري تحرير محضر بالحادث.
واخطرت النيابة العامة مباشرة التحقيقات لكشف كافة الملابسات واتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة.
إرسال تعليق