- كتبت / سناء عمران
- هناك شيء جميل فى الحياة نتعلم منه دون أن يفرض علينا أحد ذلك ، إنها القدوة هذا الدرس الذي نتلقاه كل يوم فى أشياء تبدو صغيرة لكنها تشكل قيم الإنسان و نظرته فى الحياة و البشر . و القدوة ليست المواعظ و الحكم ، و لكنها النموذج الذي يتسلل داخلنا أطفالآ و كبارآ . إن الأب داخل البيت قدوة لأنه يقدم دون أن يدري صورة لحياة تحقق للإنسان العدل و الكرامه ، و الأب حين يعمل و يكافح ليسعد الأسرة فهو يقدم درسآ فى التضحية و العطاء . و الأم هذا الكائن المبدع تجسدت فى حياتها أرقى و أصدق صورة للقدوة فى النبل و الترفع ، و الأغنية الجميلة التى ترتقي بالوجدان تقدم إنسانآ أفضل . و الفنان الذي يحترم فنه و يمثل السلوك السوي خلقآ و فنآ يقدم للناس نموذجآ مترفعآ ، و المسئول الذي يقدر إرادة شعبه و حقه فى العدل و الكرامه يمثل القدوة أمام كل من يجئ بعده . و العدل ليس كلامآ ، و الحق لن يكون تضليلآ ، و الكلمه طريق إلى الجنه أو طريق إلى النار . و الخالق سبحانه قدم لنا القدوة فى كل شىء فى كتبه و رسله و الصالحين من البشر ، و رفع قيمه العدل و الحق و الإيمان و جعل من الأنسان أرقى مخلوقاته بالقوة الطيبة التى ينبغي أن تكون هدايه للبشر . كثيرآ ما أبحث الآن عن القدوة فى حياتنا ، و أحزن كثيرآ كلما قرأت عن الجريمه و القتل و الكذب و الضلال و إهدار الحقوق و الكرامه . من بعيد القدوة إلى حياة الناس و أخلاقهم و مواقفهم ؟ إلى متى تطاردنا حشود النماذج الرديئه من البشر ؟ ، كلما ظهرت فى الأفق أشباح الكراهية و أختفت طيور الرحمه . غابت القدوة فى الأسرة و الشارع و العمل و تحولت الحياة إلى غابه ، من ينقذ البشر ؟ القدوة الرديئه أفسدت أشياء كثيرة فى الحياة فنآ و أخلاقآ و سلوكآ . و لكن مازالت للقدوة مصادرها فى الأديان و الحكماء و أهل الفكر و الإبداع ، مازالت فى الفن الجاد و الثقافه الرفيعه ، مازالت القدوة فى السلوك المتحضر الواعي ، و لكن تستقيم مسارات الحياة لأبد أن تستعيد مقومات وجودها .
إرسال تعليق