الصحة النفسية للوالدين ودورها في بناء شخصية الأبناء

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter

 










بقلم / لينا أحمد دبة 


تُعَدُّ الأسرة البيئة الأولى التي يتشكّل فيها وعي الطفل وشخصيته، ويقف الوالدان في قلب هذه المنظومة كأهم مصدر للأمان النفسي والاجتماعي. كثيرًا ما يتركّز الاهتمام على تغذية الأبناء وتعليمهم، بينما يتم إغفال الصحة النفسية للوالدين كعامل رئيسي ينعكس مباشرة على الأبناء.


1. الاستقرار النفسي للوالدين أساس الأمان لدى الطفل


الطفل يتعلم من خلال الملاحظة والتقليد؛ فإذا كان الوالدان يعانيان من قلق مستمر أو ضغوط غير مُدارة، ينتقل هذا التوتر إلى الأبناء، مما يجعلهم أكثر عرضة للاضطرابات السلوكية والقلق. أما الوالد المستقر نفسيًا فيمنح أبناءه شعورًا بالثبات والطمأنينة.


2. الصحة النفسية وانعكاسها على أسلوب التربية


الوالد المتوازن نفسيًا يتعامل مع المواقف التربوية بصبر وحكمة.


ضعف الصحة النفسية قد يؤدي إلى أساليب قاسية (عنف، صراخ)  و يؤثر سلبًا على بناء شخصية الأبناء.



3. بناء الثقة بالنفس والقدرة على التكيف


الأطفال الذين ينشؤون في بيئة يسودها الحوار والتفهم، يكتسبون ثقة عالية بأنفسهم وقدرة على حل المشكلات والتعامل مع التحديات. وهذا لا يتحقق إلا إذا كان الوالدان قادرين على ضبط انفعالاتهم وإدارة مشاعرهم.


4. أهمية الرعاية الذاتية للوالدين


العناية بالنفس ليست أنانية، بل ضرورة. ممارسة الرياضة، طلب الدعم النفسي عند الحاجة، والتواصل الاجتماعي الصحي، كلها عوامل تجعل الوالدين أكثر قدرة على العطاء والتربية الواعية.


5. توصيات عملية


تعزيز ثقافة الصحة النفسية داخل الأسرة، والاعتراف بأن الضغوط أمر طبيعي يحتاج لإدارة واعية.


مشاركة الأبناء بعض المشاعر الإيجابية، وتعليمهم أن الحوار وسيلة للتعامل مع المواقف الصعبة.


عدم التردد في طلب المساعدة من مختص نفسي عند الحاجة، فذلك يقي من تراكم الضغوط ويمنح الأبناء بيئة صحية للنمو.



 خلاصة:

صحة الوالدين النفسية ليست شأنًا شخصيًا فحسب، بل هي استثمار مباشر في مستقبل الأبناء. فكل لحظة وعي وهدوء يتبناها الأب أو الأم، تترجم إلى طفل أكثر قوة واتزانًا وقدرة على مواجهة الحياة.

اضف تعليق

أحدث أقدم