كتبت / لينا أحمد دبة
في زمنٍ تتسارع فيه التحديات الإقليمية وتتبدل فيه موازين السياسة، تظل العلاقة بين السودان ومصر واحدة من أكثر العلاقات رسوخًا وعمقًا في المنطقة، تجمع بين الشعبين شراكة التاريخ ووحدة المصير، وبين القيادتين إرادة سياسية تسعى إلى تحويل الجوار الجغرافي إلى تكامل حقيقي يخدم حاضر الأمة ومستقبلها.
وفي هذا الإطار، أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان عزمه على مواصلة العمل سوياً مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، من أجل تعزيز علاقات التعاون المتميزة بين البلدين، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
جاء ذلك في رسالة تهنئة بعث بها البرهان إلى السيسي بمناسبة الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، التي تمثل رمزًا للتلاحم العربي والانتصار للإرادة الوطنية.
وأعرب البرهان عن تقديره العميق لما تشهده العلاقات السودانية المصرية من تطور مستمر في مختلف المجالات، مؤكدًا أن هذا التعاون يعكس إيمان البلدين بوحدة الهدف والمصير، ويؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق المشترك في قضايا الأمن والاستقرار والتنمية.
ويرى مراقبون أن هذه الرسالة تحمل أكثر من بعدٍ دبلوماسي، فهي تجدد التأكيد على عمق الروابط التاريخية بين الخرطوم والقاهرة، وتبعث برسالة طمأنة إلى الشعبين بأن أواصر التعاون لن تتأثر بالتحديات العابرة.
فالمصير المشترك الذي رسمه نهر النيل بين ضفتيه، لا تحده الحدود ولا تفرقه التقلبات السياسية.
إنّ العلاقات السودانية المصرية اليوم تقف أمام فرصة تاريخية لإعادة بناء نموذجٍ من التكامل الحقيقي، يقوم على تبادل المصالح وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وهو ما تسعى إليه القيادتان بخطى واثقة ورؤية متبادلة تُدرك أن أمن السودان من أمن مصر، ونهضة مصر من نهضة السودان.
إرسال تعليق