كتب : فكري الشيخ
حين تركتُ وطني اليمن وجئت إلى مصر، لم أكن أعلم أنني على موعد مع وطنٍ ثانٍ، سيحتويني كأمٍّ حنونة، ويفتح لي ذراعيه دون أن يسألني من أين أتيت. مصر لم تكن بالنسبة لي محطة عبور، بل كانت حضنًا دافئًا، وبيتًا واسعًا شعرت فيه بالأمان والطمأنينة منذ اللحظة الأولى.
منذ أن وطأت قدماي أرضها، شعرت أنني بين أهلي وناسي. لهجة أهلها، ضحكتهم، كرمهم، وبساطتهم، أعادت إليّ شعور العائلة الذي فقدته حين ابتعدت عن بلدي. مشيت في شوارعها، تأملت نيلها، واستمعت إلى أذان مساجدها وأجراس كنائسها، فوجدت السلام في تنوعها، والحب في قلوب أهلها.
مصر لم تُشعرني يومًا بالغربة، بل احتضنتني كأمٍّ ثانية. علمتني الصبر، وأعطتني من خيرها، وساعدتني أن أبدأ من جديد. في كل يوم أستيقظ فيه على شمسها، أدعو الله أن يحفظها، كما أدعو لوطني اليمن الحبيب.
أحب مصر، لأنها لم تكن مجرد بلد أقيم فيه، بل وطن علّمني أن الروح قد تنتمي لأكثر من أرض، وأن الأمّ لا تُعرف فقط بالولادة، بل أيضًا بالحب والعطاء والحنان.
مصر، أمي الثانية… لكِ مني كل الحب والوفاء.
صباحك لاوين سارح وافكري
ردحذفإرسال تعليق