كتبت عايده حسن عيد
بتاريخ ٢١ يونيو/حزيران ٢٠٠١ سقطت لؤلؤة الفن من شرفة منزلها في لندن
فُجع الوطن العربي بخبر لا يُصدق ومن سمع الخبر ظن أنها إشاعة وستمر مرور الكرام ،ولكن سرعان ما تم تأكيد الخبر الذي اصاب الجميع بصدمة لم يتخطاها أحد إلى يومنا هذا.
هذا التاريخ المشؤوم الذي غير ملامح الشاشة العربية برحيل بهجته أميرة القلوب سعاد حسني.
فانقسم المجتمع إلى قسمين بين من صدق أنها قضية انتحار او جريمة قتل .
فذكر أن عدد من الفنانين والمحامين المصريين اجتمعوا بتاريخ 14-7-2005 في نقابة المحامين في القاهرة في الذكرى الرابعة لرحيل الفنانة سعاد حسني واتهموا الدبلوماسية المصرية والشرطة البريطانية باخفاء ما جرى والتستر على القاتل الحقيقي لسندريلا الشاشة العربية.
واكد المتحدثون في الاجتماع وبينهم المحامي حمدي احمد ان سعاد حسني "لم تنتحر ولكنها قتلت ولاسباب لا زالت مجهولة لعدم قيام الجهات المعنية بالتحقيق بشكل جدي في الحادث الذي ادى الى سقوطها من الشرفة ومقتلها". واشار الفنان سمير صبري الذي سبق ان قام بتحقيق ميداني في لندن استضاف فيه الشهود واستعاد ما جرى لسعاد حسني الى "تقصير السفارة المصرية في لندن والدبلوماسية المصرية في متابعة مقتل سعاد حسني حيث لم يحركوا ساكنا حتى بعد تلقيهم طلبا بهذا الخصوص من ذوي الراحلة".
كما اشارت "تقارير الاطباء سلامة وضعها النفسي عند مغادرتها المصحة بما لا يدع مجالا للشك بانها قتلت ولم تنتحر" هذا الى جانب "تقصير سكوتلنديارد في التحري عن الحادثة اذ لم تاخذ البصمات من داخل الشقة ولم تتحر عن الالة التي تم بواسطتها قطع الشبكة المعدنية على الشرفة لمنع السقوط".
كما ان الشرطة البريطانية لم تتفحص هاتفها المحمول "لملاحقة المكالمات التي وردت اليها او قامت هي باجرائها واكتفت بالشهادة التي قدمتها نادية يسري دون ان تلتفت الى تاكيد الطب الشرعي على الكدمات والضربة على الراس قبل سقوط الضحية عن الشرفة".
وقد اكد الفنان سمير صبري ان "سعاد حسني قتلت بدافع السرقة" معددا اسبابا كثيرة لتاكيده "اختفاء مبلغ 45 الف جنيه استرليني كانت في حوزة الفنانة الراحلة".
وتفرد المحامي والفنان عاصم قنديل بالاشارة الى "امكانية وجود اسباب سياسية وراء مقتل السندريلا خصوصا بعدما تسرب خبر كتابتها لمذكراتها التي اختفت ولم يعثر عليها".
ومن مصدر لقناة RT Arabic أدلى الفنان المصري حسين فهمي لأول مرة برأيه حول وفاة الفنانة المصرية سعاد حسني يستبعد فيها فرضية انتحارها والتي أغلقت التحقيقات عليها منذ عام 2001
وقال حسين فهمي في لقائه في برنامج "العرافة" مع الإعلامية المصرية "بسمة وهبة" إنه كان على تواصل مع سعاد قبل وفاتها بثلاثة أيام وتم الاتفاق بينهما على العمل معا في مشروع فني جديد بعد عودتها للقاهرة من لندن.
وأضاف أن سعاد كانت سحبت جميع أموالها من لندن وقررت العودة إلى مصر بعد تكريمها في مهرجان السينما، مؤكدا أنه حدث اتصال بينهما بعد تكريمها في مهرجان السينما، وأنها أكدت له أنها ستعود إلى القاهرة، وطلبت منه أن يبحث لهما عن سيناريو جيد للعمل عليه معا.
وشدد أن تلك الدلائل تدحض فرضية الانتحار التي أنتهت إليها التحقيقات في وفاة "سندريلا الشاشة العربية" مؤكدا أن سعاد لو أرادت الانتحار لكانت اختارت طريقة أسهل.
وذكر انه وعلى الرغم من الغموض الذي أحاط بالحادث، حاول البعض أن يصوره على أنه انتحار لجأت إليه السندريلا بعدما أصابها اليأس من الشفاء وسبب لها الاكتئاب فقدان الرغبة في الحياة. بل قالوا إنها اختارت يوم عيد ميلاد عبد الحليم حافظ صاحب أعظم قصة حب في حياتها ليكون تاريخ وفاتها! لكن بدأت دلائل قوية تظهر فجأة وبشكل مثير على أن سعاد حسني لم تنتحر وإنما قتلت... وكانت أولى المفاجآت مع وصول جثمان الفنانة الكبيرة إلى القاهرة وخبر القبض على نادية يسري التي كانت على الطائرة نفسها التي نقلت الجثمان، وهي أيضاً صاحبة الشقة التي لقيت السندريلا مصرعها من شرفتها...
كانت القرائن تشير بقوة إلى اتهام نادية يسري بأنها ساعدت أو شاركت أو سهَّلت جريمة قتل سعاد حسني والتخلص منها، بعدما أعلنت السندريلا أنها ستنشر وتذيع مذكراتها الخاصة... ويبدو أن تلك المذكرات أثارت قلق أحد المسؤولين في مصر والذي كان في وقت سابق ضابطاً في المخابرات وحاول تجنيد سعاد حسني آنذاك. .. فترددت الأحاديث عن رغبته بالتخلص من سعاد حسني قبل أن تتحول مذكراتها إلى فضيحة سياسية مدوية
اما عن سبب وجودها في لندن أكد مصدر قناة الجزيرة أنه بعد إخفاق في أفلامها الأخيرة مثل "الدرجة الثالثة، الراعي والنساء" ساهم هذا الأمر في زيادة الاكتئاب الذي عانت منه سنوات طويلة، وتدهورت حالتها الصحية عقب وفاة الشاعر صلاح جاهين وبدأت في تناول الأدوية والعقاقير المضادة للاكتئاب، مما أدى إلى زيادة وزنها ومعاناتها من ورم في الوجه وتآكل في فقرتين في الظهر (العجز والقطنية).
فسافرت إلى لندن للعلاج وللابتعاد أيضا عن جمهورها بعد تغير ملامحها الشكلية، وفي هذه الفترة لم تقدم أي أعمال فنية، واكتفت بتسجيل رباعيات الشاعر صلاح جاهين لصالح هيئة الإذاعة البريطانية لتغطية نفقة علاجها في لندن بعد توقف قرار علاجها على نفقة الدولة المصرية.
والجدير بالذكر أن سندريلا الشاشة العربية نشأت في عائلة فنية، فوالدها محمد حسني البابا الذي كان من أكبر الخطاطين في مصر، وشقيقتها المطربة نجاة الصغيرة، وجدها حسني البابا كان مطربا في دمشق، وعمها أنور البابا أيضا كان ممثلا.
ما ساعد على صقل هذه الموهبة التي لا تتكرر والتي اعتبرها اكبر النقاد أنها أسطورة وايقونة التمثيل
ويبقى ملف هذه القضية للتحليلات والتساؤلات والاتهامات .


إرسال تعليق