مصر… صوت الحكمة في زمن الفوضى

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








 

بقلم : أحمد عيسى الزوامكي


في عالمٍ اختلطت فيه الشعارات بالدماء، وارتفع فيه الضجيج على حساب الحقيقة، تثبت مصر من جديد أنها الدولة التي تُدير الأزمات بعقل لا تهزه العواصف، وبثبات لا يعرف المزايدة.

بينما تتقاذف القوى الكبرى شعارات السلام وهي تصنع الحرب، كانت القاهرة تتحرك بهدوء وصرامة، حاملة على عاتقها همّ الأمة ووجع فلسطين، دون أن ترفع صوتها أو تبيع موقفها.


منذ اللحظة الأولى لاشتعال النار في غزة، اختارت مصر طريق الفعل لا القول. فتحت معبر رفح رغم التعقيدات، أدخلت المساعدات، واستقبلت الجرحى، وتحملت ضغوطاً دولية متشابكة، لتبقى شريان الحياة الوحيد لشعبٍ محاصرٍ بين الموت والصمت.

هذا هو موقف الدول التي تصنع التاريخ بالفعل لا بالتصريحات، وبالعقل لا بالعاطفة.


القيادة المصرية اليوم تمارس دورها الطبيعي كركيزة الاستقرار في الشرق الأوسط، تتحرك بتوازن القوي العارف بقيمته، لا تميل ولا تُساوم، بل تضع المصلحة العربية العليا فوق كل حساب.

مصر لا تنحاز إلا للحق، ولا تسكت إلا لتُفكر، ولا تتكلم إلا حين تكون كلمتها فاصلة.


وفي الوقت الذي تختبئ فيه أمريكا خلف شعاراتها الزائفة عن “حقوق الإنسان”، وتواصل إسرائيل ارتكاب جرائمها تحت غطاءٍ دوليٍ فاضح، تبقى مصر هي الصوت الوحيد الذي لا يعلوه صوت.

تحاور وتفاوض وتضغط، لا من أجل مجدٍ سياسي، بل من أجل وقف نزيفٍ عربيٍ لا يليق بتاريخ هذه الأمة.


من يظن أن صمت مصر ضعف، لم يفهم بعد معنى الكبرياء الوطني.

فصمت القاهرة موقف، وصبرها رسالة، وحركتها الهادئة أشبه بيدٍ من حديد في قفازٍ من حرير.


مصر لا تسعى إلى دورٍ جديد، لأنها صاحبة الدور منذ البداية.

ولأنها تعرف متى تصمت، ومتى تتكلم، ومتى تتحرك… تبقى الدولة التي يخشاها خصومها ويحتمي بها أشقاؤها.


هي مصر التي علّمت العالم أن القوة ليست في الضجيج، بل في الثبات،

وأن النصر الحقيقي ليس في إطلاق النار، بل في إيقافه بشرف.

اضف تعليق

أحدث أقدم