أكتوبر المجيد بطولات لا تُنسى من حرب الكرام

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter







 

كتبت / لينا أحمد دبة 


في السادس من أكتوبر عام 1973، توقفت عقارب الزمن عند لحظةٍ فارقة في تاريخ الأمة العربية، لحظةٍ امتزج فيها الأذان بصوت المدافع، والإيمان بنداء الأرض. كانت مصر تُقاتل من أجل الكرامة، والعرب من أجل الوحدة، والإنسان من أجل أن يثبت أن العدالة لا تموت مهما طال ليل الهزيمة.


كانت السماء تشتعل بالبطولة، والأرض تهتز تحت أقدام رجالٍ آمنوا بأن الله لا يخذل من يصدق في نواياه. عبر الجنود قناة السويس في مشهدٍ سيبقى خالدًا في الذاكرة — مشهد أمةٍ تنهض من رمادها لتكتب من جديد فجرها بدماء أبنائها.


خط بارليف الذي وُصف بأنه “المانع الذي لا يُقهر”، انهار أمام شجاعة المصريين الذين واجهوه بقلوبٍ لا تعرف الخوف. كانت الخنادق تضج بالتكبير، والماء يغلي تحت وهج الحماس، والسماء تشهد على أن الإيمان حين يشتعل في القلوب، يصنع المعجزات.




 بطولات لا تُنسى


من بين آلاف القصص التي وُلدت في قلب النار، تبقى قصة الشهيد عبد المنعم رياض نبراسًا مضيئًا للقيادة الواعية والشجاعة النادرة. لم يكن بعيدًا عن جنوده، بل كان بينهم، يشاركهم الخطر والعرق والدم، حتى نال الشهادة واقفًا، كأنه يعلن أن القائد الحق هو من يقف في الصف الأول لا في الظل.


وكذلك تظل قصة البطل محمد عبد العاطي، صائد الدبابات، التي أصبحت رمزًا للبسالة الفردية؛ فقد دمّر وحده أكثر من 20 دبابة إسرائيلية، وهو يبتسم في وجه الخطر كمن يؤدي صلاة في قلب المعركة.


وهناك أيضًا الممرضة التي ضمّدت جراح الجنود في الخطوط الأمامية، تُسابق الخوف بالعطاء، وتُسكت صرخات الألم بابتسامة صبرٍ وأمومة، تُثبت أن البطولة ليست سلاحًا فقط، بل قلبًا نابضًا بالحياة.


 المرأة المصرية... بطلة الظل


لم تكن حرب أكتوبر معركة الرجال وحدهم، بل كانت معركة وطن بأكمله.

في كل بيتٍ مصري، كانت امرأةٌ تُخفي دموعها لتمنح أبناءها القوة، وأمٌ تُرسل ابنها إلى الجبهة وهي تردد: "ارجع لبلدك بالنصر أو بالشرف".

المرأة المصرية كانت الجندي الصامت خلف الخطوط، تُصلي، وتطبخ للمقاتلين، وتخيط الأعلام، وتنتظر بكرامةٍ لا تقل عن من يقاتلون على الجبهة.




 رسالة من أكتوبر إلى الأجيال


حرب أكتوبر ليست مجرد ذكرى عسكرية، بل درسٌ خالد في الإيمان بالقدرة البشرية.

لقد أثبتت تلك الأيام أن الأوطان لا تُبنى بالقوة فقط، بل بالوعي، والعقيدة، والإصرار على النهوض مهما كانت الخسائر.

هي قصة تقول لكل جيلٍ جديد:

إن النصر الحقيقي لا يكون في ميدان الحرب فحسب، بل في ميدان الوعي، والعمل، والوحدة، والعدل.

في كل عام، حين تطل شمس السادس من أكتوبر، نشعر بأن أرواح الشهداء لا تزال ترفرف في سماء الوطن، تُذكّرنا أن الحرية لها ثمن، وأن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع.

رحم الله شهداء أكتوبر، وحفظ الله مصر وأرضها وجيشها وشعبها، ليظل النصر عنوانها الدائم 🇪🇬

اضف تعليق

أحدث أقدم