كتب : حسين قدفي
(علِّموا النشءَ علمًا يستبين به سُبُل الحياة
وقبل العلم اخلاقا).
استوقفتني تلك الكلمات وهي جزء من قصيدة يوم التعليم للشاعر محمد سعيد العباسي، ويدعوا فيها إلى تعليم الأجيال الجديدة المعرفة التي توضح لهم مسارات الحياة وتُرشدهم، مع التأكيد على أن التربية والأخلاق يجب أن تسبق العلم نفسه، لأن العلم بدون أخلاق لا قيمة له.
إن تعليم النشء هو حجر الأساس في نهضة الأمم، وبدونه لا تقوم حضارة ولا تستمر. فكل أمة تهمل أبناءها الصغار، فهي تحكم على مستقبلها بالضياع. فهؤلاء الصغار هم رجال الغد وصُنّاع القرار في المستقبل، وما يُزرع في عقولهم اليوم من علمٍ وقيم، سيُثمر غدًا فكرًا مستنيرًا ومجتمعًا متقدّمًا.
ومن واجب الأسرة والمدرسة والمجتمع أن يتكاتفوا جميعًا لبناء جيلٍ يعرف كيف يميّز بين الصواب والخطأ، بين البناء والهدم، وبين الحق والباطل. فحين يتعلّم الطفل كيف يفكر، لا ماذا يفكر، يصبح قادرًا على مواجهة الحياة بوعيٍ وثقةٍ وإبداع.
لتربية الأطفال في ظل التكنولوجيا الحديثة، يجب على الآباء وضع خطط عائلية لوقت الشاشات، وذلك بتحديد ساعات معينة لاستخدام شبكة الإنترنت، ولابد من أن نشجعهم علي التفاعل الاجتماعي والبدني، وأن يكونوا قدوة إيجابية في استخدام التكنولوجيا. و ينبغي مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الطفل، ويجب مناقشته حول ما يراه و يتعلمه، والتأكد من أن استخدامهم للتكنولوجيا يخدم مهاراته التعليمية والإبداعية بدلاً من مجرد التسلية.
كن قدوة في استخدامك للتكنولوجيا، إذا كنت تحد من وقت استخدامك للشاشة، فسيقوم طفلك بتقليد هذه العادة.
- فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبوا أخلاقهم ذهبت)
فلن تكتسب الأمم الأخلاق والقيم إلا بالأم حجر الزاوية والحلقة الأساسية في بناء وتربية الفرد والأسرة والمجتمع و بغيابها لن يستقيم الأمر و سيفقد المجتمع كل مكتسباته و مدخراته ويقع في دائرة الانحلال والتفكك الأسري . الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعب طيب الاعراق.
خاتمة:
يجب علينا أن نستجيب لنداء الحكمة: "علِّموا النشءَ علمًا يستبينُ به سُبُلَ الحياة"، فهو نداء للحاضر والمستقبل، و إلى بناء الإنسان القادر على صناعة الغد بعقله وعلمه
إرسال تعليق