دور الشباب في بناء الوطن.. بين الحلم والمسؤولية

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter



 بقلم / مصطفى عادل صبري


منذ فجر التاريخ كانت الأمم تُقاس بقوة شبابها وبمدى ما تمتلكه من عقولٍ تؤمن بالوطن وسواعدٍ تعمل لأجله فالشباب ليسوا مجرد مرحلة عمرية عابرة بل هم طاقة الحياة التي تنبض في جسد الوطن وروحه التي تبعث فيه الأمل في كل لحظةٍ تواجه فيها التحديات.


إن الحديث عن دور الشباب في بناء الوطن ليس ترفًا فكريًا ولا شعارًا نردده في المناسبات الرسمية بل هو حديث عن جوهر الحياة نفسها فالأوطان تُبنى حين يقرر شبابها أن يصنعوا الفرق وأن يكتبوا أسماءهم في صفحات المجد بالفعل لا بالكلمات


في كل نهضةٍ عرفها التاريخ كان الشباب هم الشرارة الأولى من الثورة إلى الإصلاح ومن التعليم إلى الإبداع كانوا هم العنصر الذي لا يُعوَّض إنهم لا يخشون التغيير ولا يخافون من مواجهة الواقع لأنهم ببساطة يرون المستقبل بعيونٍ مليئة بالأمل والإصرار.


إن الشباب اليوم أمام مسؤوليةٍ عظيمة: أن يحملوا هموم الوطن على أكتافهم، وأن يصيغوا حاضره ومستقبله بوعيٍ يليق بتاريخ أمةٍ تمتد جذورها في أعماق الحضارة. ليس المطلوب منهم أن ينتظروا الفرصة، بل أن يصنعوها بأيديهم فالأوطان لا تُبنى بالانتظار، بل بالفعل والإبداع.


لقد بات واضحًا أن معركة البناء لا تقل أهمية عن معركة البقاء. فبينما يخوض العالم سباقًا في العلم والمعرفة والتكنولوجيا يقف الشباب المصري والعربي في اختبارٍ حقيقي لإثبات الذات فإما أن نكون جيلًا يُحدث الفارق أو نتحول إلى جيلٍ يكتفي بالمشاهدة.


ولكي يؤدي الشباب دورهم الحقيقي يجب أن يجدوا الدعم الكافي من مؤسسات الدولة والمجتمع فالتمكين ليس منحة تُعطى بل حقٌ يُنتزع بالاجتهاد والكفاءة. يجب أن تُفتح أمامهم أبواب المشاركة السياسية وأن تُتاح لهم فرص التعليم الجيد والعمل الشريف والمناخ الذي يُنمي الإبداع ويُقدّر الموهبة.


وفي المقابل يجب أن يُدرك الشباب أن الوطنية ليست شعورًا يُقال بل التزامٌ يُترجم إلى سلوك. أن يحب وطنه يعني أن يحافظ عليه وأن يعمل لأجله وأن يسعى ليكون جزءًا من تطوره لا عائقًا أمام تقدمه. فحب الوطن لا يُقاس بالكلمات بل بما نقدمه من عطاء.


إن الوطن الذي نريده ليس مجرد مساحةٍ من الأرض بل فكرةٌ نحملها في القلب والعقل. وطنٌ يحيا بالعلم لا بالجهل وبالعمل لا بالكسل وبالانتماء لا باللامبالاة. ومن هنا يصبح الشباب هم الخط الأول في معركة الوعي لأن بناء العقول هو أساس بناء الأوطان.


ولعل أجمل ما يمكن أن يُقال في هذا السياق أن الأمل في الشباب لا يخيب أبدًا. فكل جيلٍ يسلّم الراية للذي يليه يترك له مسؤولية أن يُكمل المسيرة وأن يُضيف لبنةً جديدة في صرح الوطن.


إن بناء الوطن لا يحتاج إلى شعاراتٍ رنانة بقدر ما يحتاج إلى نوايا صادقة، وأيادٍ تعمل بضمير وعقولٍ تفكر بإخلاص. فالشباب الذين يحملون في قلوبهم الإيمان بقدرتهم هم الذين سيصنعون غدًا أفضل وسيُعيدون للوطن مجده خطوةً بخطوة.


وفي النهاية يظل السؤال مطروحًا أمام كل شاب:

ماذا قدمتَ لوطنك؟

هل كنت جزءًا من الحل أم اكتفيتَ بالمشاهدة من بعيد؟


الإجابة ليست في الكلام بل في الفعل والوطن ينتظر دائمًا من شبابه الإجابة التي تليق بعظمته

اضف تعليق

أحدث أقدم