ميثاق شرف منصات التواصل الاجتماعي

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter






 

كتبت صباح عاصم

تطل علينا منصات التواصل الاجتماعي يوميًا بأخبار وفيديوهات متنوعة؛ قد تكون لأفراح أو حوادث أو حتى حالات انتحار، لتصبح حديث الساعة أو ما يُعرف بالترند لعدة أيام. وتتحول المنصات إلى ساحة محاكمة: من يُدين، ومن يُبرئ، ومن يُلقي التهم جزافًا... ومن ينتقد زواج من تجاوزت السبعين أو طلاق من تجاوز الستين، 


وكلاهما حلال أباحه الله في أي زمان ومكان! وتتبدل الكلمات إلى سهام قاتلة من تنمّر وتجريح ونشر للفضائح والأخبار الكاذبة، تُتداول على المنصات بطرق مختلفة، كلٌّ حسب فكره ومعتقده. أما الخلاف السياسي فحدّث ولا حرج، من تراشق بالألفاظ وعداء وسباب... حتى امتلأت ساحات المحاكم بقضايا القذف والسب والتشهير. بل وصل الأمر إلى إصدار “أحكامٍ” على من يدخل الجنة ومن يُلقى في النار، وكأن مفاتيح الرحمة بيدهم يهبونها لمن يشاؤون! 



أما آن الأوان لوجود ميثاق شرف يحكم منصات التواصل الاجتماعي؟ ميثاق يقوده المفكرون والمثقفون ورجال الدين في المجتمع... ميثاق شرف الكلمة والخبر، يحكم هذا الطوفان اليومي الذي نصحو عليه بخبرٍ جديد أو حادثٍ جديد أو فرحٍ جديد. 

 

ميثاق يقوم على مبادئ أخلاقية يدعو إليها ديننا الحنيف، منها: 

.نبذ العنف والكراهية والتحريض بجميع أشكالهما

. نشر الكلمة الطيبة الحسنة من دعاء أو ثناء بذوقٍ ورُقي

. التعهّد بعدم نشر أي خبر إلا من مصدر موثوق

. الامتناع عن الخوض في سيرة أو شرف أي إنسان مهما كانت قضيته

. نقل الخبرة أو التجربة بصدق وأمانة. 

تجنّب التراشق بالألفاظ مع مختلفي الرأي، ونبذ النقد الجارح أو التنمّر في الأزمات.


 وللدولة وأجهزتها دورٌ كبير في هذا الميثاق، من خلال الإعلام المسؤول ورجال الدين ووزارات عدّة، لنشر ثقافة الشرف الإعلامي بين أفراد المجتمع. 


بل من المهم تدريس ميثاق الشرف المجتمعي بين الطلاب منذ الصغر، ليكبروا في بيئةٍ تحترم الآخر وخصوصيته وحدوده التي لا يجوز تجاوزها. 


وأما الأسرة، فعليها الدور الأول في غرس هذه القيم الأخلاقية في نفوس أبنائها منذ الصغر، ومع بدء تعاملهم مع الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعي. 


فلنعتد جميعًا على الكلمة الطيبة، والدعاء بظهر الغيب، واحترام الغير واختلافه، واحترام أحكام القانون وقبولها. ارتقوا بالكلمة والأسلوب، وعودوا إلى رشدكم ودينكم يا أولي الألباب. حفظكم الله جميعًا وأسركم من أن تكونوا يومًا خبرًا أو حادثًا على منصات التواصل الاجتماعي.

اضف تعليق

أحدث أقدم