كتبت/ناريمان ظريف
تل الخروبة: اكتشاف قلعة عسكرية ضخمة بسيناء يعيد رسم خريطة التاريخ العسكري لمصر القديمة.
في اكتشاف اثري كبير يعيد رسم ملامح التاريخ العسكري لمصر القديمة،اعلنت البعثة الاثرية العاملة في منطقة تل الخروبة بشمال سيناء عن العثور على قلعة عسكرية
ضخمة تعود الى عصر الدولة الحديثة
،في موقع استراتيجي يعد البوابة الشرقية لمصر.
ويعد هذا الكشف المميز دليلا جديدا على عبقرية المصريين القدماء في التخطيط العسكري والهندسة
الدفاعية،ويعيد التاكيد على المكانة
التاريخية لسيناء باعتبارها درع الوطن الواقي وحدوده الصلبة التي تصونه وتحميه.
حسين عبد البصير"
سيناء كانت وستظل الحارس الامين على بوابة مصر الشرقية
قال عالم الاثار المصري الكبير الدكتور حسين عبد البصير،في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد تعليقا على الكشف الاثري الجديد في تل الخروبة بشمال سيناء" ان اكتشاف هذه القلعة العسكرية الضخمة
من عصر الدولة الحديثة يمثل انجازا اثريا وتاريخيا فريدا يعيد الى الذاكرة
الدور الاستراتيجي العظيم الذي لعبته سيناء عبر التاريخ المصري القديم، باعتبارها الحارس الامين على بوابة
مصر الشرقية،وخط الدفاع الاول عن ارضها المقدسة.
واضاف الدكتور عبد البصير ان هذا الكشف يؤكد ان المصريين القدماء لم يكونوا فقط عباقرة في بناء المعابد والمقابر التي تمجد الحياة الاخرة،بل كانوا ايضا روادا في التنظيم العسكري والهندسة الدفاعية
:إذ شيدوا منظومة
متكاملة من القلاع
والحصون والتحصينات على امتداد طريق حورس الحربي لتامين حدود البلاد وطرقها التجارية
والعسكرية.
واوضح ان تصميم القلعة الجديدة يعكس عبقرية هندسية راقية،
لاسيما في السور المتعرج (الزجاجي)
والبرج الدفاعي الكبير والمدخل الفرعي المحصن،وهي عناصر معمارية متطورة سبقت زمانها،وتظهر كيف كان المصري القديم قادرا على دمج العلم بالفن في خدمة الامن القومي.
واشار الى ان العثور
على ودائع الاساس المختومة باسم الملك تحتمس الاول يمنح الاكتشاف بعدا
تاريخيا مهما، إذ يرجع بناء القلعة الى بدايات الاسرة الثامنة عشرة،وهي المرحلة التي شهدت بزوغ الامبراطورية
المصرية خارج حدودها تقليدية.
واضاف ان وجود فرن للخبز وكميات من العجين المتحجر يفتح نافذة على الحياة اليومية داخل القلعة،ويجعلنا نرى الجنود المصريين ليس فقط
كمقاتلين،بل كبشر
يعيشون وياكلون ويؤدون واجبهم في ظروف قاسية،بايمان عميق بحماية الوطن.
وتابع الدكتور عبد البصير قائلا: هذا الكشف يعيد التاكيد على ان مصر القديمة كانت دولة مؤسسات منظمة،تقوم على الفكر والتخطيط والعلم،وان الجيش المصري لم يكن مجرد قوة حرب بل مدرسة في الادارة
والانضباط فكل حجر في هذه القلعة
بيحكي قصة وطن ام ن حدوده بعلمه
وارادته قبل سلاحه".
وختم تصريحه قائلا: نحن امام اكتشاف يضاف الى سجل عظمة الحضارة المصرية التي لم تترك شبرا من ارضها الا ووضعت فيه بصمة
من حضارتها وعبقريتها.
سيناء اليوم،كما كانت بالامس،
تواصل كشف اسرارها لتقول للعالم ان مصر كانت وستظل قلعة التاريخ والحضارة والدفاع عن الانسانية.


إرسال تعليق