بقلم/نور الدين عجيز
الفنانة سعاد حسني، "سندريلا الشاشة العربية"، ليست مجرد رمز فني؛ بل هي قصة وحكايه، انتهت فصولها المضيئة نهاية مأساوية في لندن، في 21 يونيو 2001. فُتح باب الجدل منذ اللحظة الأولى: انتحار أم قتل؟ لم تكن القضية مجرد وفاة فنانة، بل تحولت إلى قضية رأي عام تتداخل فيها الشكوك الأمنية والسياسية مع التفاصيل الشخصية المؤلمة. هذا التقرير يسعى لتعميق البحث في الروايتين، مسلطاً الضوء على الجوانب الأكثر حساسية وتعقيداً في هذا اللغز الذي لم يُحل بعد.
توفيت الفنانة سعاد حسني (السندريلا) ولا تزال وفاتها محاطة بالغموض بين روايتين:
الرواية الرسمية والدليل الأساسي (الانتحار) الشرطة البريطانية أغلقت الملف بناءً على حالتها النفسية المتدهورة بسبب المرض المزمن وشهادة صديقتها المقربة.
الرواية المضادة (القتل المُدبَّر) أدلة تشير إلى وجود كدمات قبل السقوط، وطريقة سقوط الجثة (على الظهر بعيدًا عن الشرفة)، وشكوك قوية حول محاولتها نشر مذكرات حساسة تتضمن أسرارًا سياسية وأمنية، مما يرجح فرضية التصفية.
القضية لم تُحسم بعد، ومطالبات العائلة مستمرة بإعادة فتح التحقيق لكشف حقيقة مقتل السندريلا.
تبقى قضية وفاة سعاد حسني واحدة من أكثر الألغاز إثارة في التاريخ المعاصر لمصر. بين تقارير رسمية تتحدث عن انتحار، وروايات قوية تشير إلى قتل مدبر مرتبط بمذكرات حساسة، تظل الحقيقة معلقة. هذه النهاية المأساوية لم تنهِ مسيرة فنانة مبدعة فحسب، بل فتحت جرحاً غائراً في الذاكرة الجمعية، جرح يرفض الالتئام ما لم يتم كشف اللثام عن ملابسات موت السندريلا التي ظلت تومئ لنا من شرفتها الأخيرة، تاركة وراءها صدى سؤال لا يزال يتردد: هل انتحرت سعاد حسني، أم أنها ضحية تصفية حسابات؟


إرسال تعليق