كتب : عطيه ابراهيم
فوز ساحق في معقل الديمقراطيين :
في انتصار تاريخي، نجح المرشح اليساري زهران مصداني في الفوز بمنصب رئيس بلدية نيويورك، متغلباً على منافسيه من الحزب الديمقراطي والجمهوري. وجاء فوز مصداني ليمثل اختباراً انتخابياً مبكراً للرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي بذل جهوداً كبيرة لثني الناخبين عن التصويت للمرشح المسلم الشاب.
من هو زهران مصداني:
زهران مصداني هو ممثل الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، ويبلغ من العمر 34 عاماً. وُلد مصداني في أوغندا لعائلة من المهاجرين من أصل هندي، ووصل إلى الولايات المتحدة في سن السابعة، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018. وسيصبح مصداني أول رئيس بلدية مسلم لأكبر مدينة في الولايات المتحدة عندما يتسلم منصبه رسمياً في الأول من يناير.
برنامج انتخابي يركز على القضايا الاجتماعية :
جعل مصداني من النضال ضد ارتفاع تكاليف المعيشة محور حملته الانتخابية. وتماشي طروحه، وخصوصاً فيما يتعلق بضبط الإيجارات ومجانية المواصلات ودور الحضانة، مع المبادئ الديمقراطية الاشتراكية. وركز برنامجه على معالجة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أمريكا.
هجمات ترامب واتهامات بمعاداة السامية :
واجه مصداني هجمات شرسة من دونالد ترامب، الذي كتب على منصته "تروث سوشيال" منتقداً المرشح المسلم. وادعى ترامب أن مصداني "يكره اليهود"، في اتهامات واجهها المرشح بالرفض القاطع. وأكد مصداني خلال حملته رفضه المطلق لمعاداة السامية، وسعيه لطمأنة المجتمع اليهودي.
رسالة واضحة من معقل ترامب السابق :
في خطاب النصر، وجه مصداني رسالة قوية لدونالد ترامب، قائلاً: "إذا كان هناك من يستطيع أن يظهر لأمريكا طريقة هزيمة دونالد ترامب، فهي المدينة التي أوصلته إلى ما هو عليه". وأضاف أن "نيويورك ستكون النور في هذا الوقت من الظلام السياسي"، في إشارة إلى المعركة السياسية القادمة مع التيار المحافظ.
دلالات الفوز وتأثيراته المستقبلية :
يمثل فوز مصداني مؤشراً مهماً على تحولات الرأي العام في معقل ديمقراطي رئيسي، وقد يكون إنذاراً مبكراً للجمهوريين قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويظهر الانتخاب أن الناخبين في نيويورك فضلوا البرنامج التقدمي لمصداني رغم الحملات الانتخابية المضادة التي استهدفته على أساس دينه وخلفيته.


إرسال تعليق