بقلم : عطيه ابراهيم
كشف المستور :
لم يكن الأمر مجرد تسريب عابر،بل كان نتاجاً لتقاطع شهادات ونزاعات داخلية وتناقضات في كشوفات التحويلات، لتكشف النقاب عن حقيقة مروعة: الأموال التي جُمعت لإغاثة غزة لم تصل إليها على الإطلاق.
شهادة حماس المفاجأة الصادمة :
جاءت المفاجأة الكبرى من خلال إعادة تسليط الضوء على بيان سابق لحركة حماس نفسها،يؤكد أن جمعية "وقف الأمة" وشبكات إخوانية في تركيا استولت على ما يقارب نصف مليار دولار من تبرعات غزة. وهكذا، تحولت الإشاعات التي استمرت لعقود إلى كلام صريح عن "إمبراطورية تبرعات" تتحرك واجهات خيرية ومنصات رقمية.
تأكيد الخبراء نهب منهجي :
في حديثه لبرنامج"رادار" على سكاي نيوز عربية، أكد الباحث والكاتب السياسي زيد الأيوبي أنه غير متفاجئ من هذه المعلومات، مشيراً إلى أن نهب التبرعات هو نهج تاريخي. وأوضح الأيوبي أن الحديث عن نصف مليار دولار "يقلل من حجم القصة الحقيقي"، مؤكداً وجود أموال أكثر بكثير تم الاستيلاء عليها.
خلافات داخلية تكشف الفضيحة :
أشار الأيوبي إلى أن هذه الفضيحة خرجت للعلن أساساًبسبب "خلاف داخل حماس على توزيع الأموال"، ما دفع بعض الجهات داخل الحركة إلى كشف العملية برمتها، مما يسلط الضوء على الصراعات الداخلية حول توزيع الثروات.
نداء للمتبرعين تحويل المسار :
دعا الباحث المتبرعين حول العالم إلى تحويل أموالهم حصرياًعبر القنوات الرسمية الفلسطينية أو المنظمات الدولية الموثوقة مثل الأمم المتحدة، لضمان وصول المساعدات لمستحقيها الحقيقيين، محذراً من أي جمعيات أو أفراد غير معتمدين.
تساؤلات محرجة أين ذهبت الأموال :
توقف الأيوبي عند تصريحات سابقة لقيادات في حماس،مثل خالد مشعل، الذي دعا مع بداية الحرب إلى "طوفان مالي" لدعم الحركة. وتساءل الأيوبي: "خالد مشعل قال إن التبرعات تتضاعف... أين هي هذه الأموال اليوم مشيراً إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
الواقع المرير في غزة جوع ودمار :
في المقابل،يعاني سكان غزة من ظروف معيشية مأساوية، حيث الخيام غارقة في المياه والأطفال يموتون من الجوع، والمستشفيات تفتقر إلى أبسط الإمكانيات. هذا التناقض الصارخ يطرح سؤالاً ملحاً: إذا كانت التبرعات تصل حقاً، فلماذا لا يزال الوضع بهذه الدرجة من السوء
محاسبة المختلسين :
تُظهر هذه الفضيحة الحاجة الملحة إلى الشفافية والمحاسبة،ليس فقط في صفوف حركة حماس، بل في جميع الجهات التي تتدخل في جمع التبرعات باسم القضية الفلسطينية. فالقضية أكبر من أن تكون مشروعاً لتمويل جماعات أو إثراء أفراد على حساب شعب يتضور جوعاً.


إرسال تعليق