كتبت / ايناس العرابى
انتشرت تطبيقات ومنصات المراهنات الالكترونيه والتى تأخذ شكل الالعاب الالكترونيه التى يدخلها المستخدم للتسلية ولكنها تجره إلى الإدمان عليها دون أن يستطيع الفكاك منها، فهذه الألعاب والتطبيقات مصممة بفريق تقني ونفسي وباستخدام الذكاء الاصطناعي الذى يحلل شخصيتك ويعرف ما الذي يستهويك وما الذي يجعلك تستمر في اللعب، وبناءً عليه يوجه لك رسائل وإعلانات مخصصة لاستدراجك. و هذه التقنية تجعل من الصعب على المستخدم مقاومة الإغراءات المصممة خصيصاً له.
كما أن هذه المنصات تستخدم أساليب تسويقية خادعة لزيادة انتشارها، من بينها الاستعانة بالمشاهير والمؤثرين للترويج لها. كما أن بعض هذه الإعلانات قد تكون مزيفة ومصنوعة بتقنية "الديب فيك" باستخدام الذكاء الاصطناعي. فقد ترى شخصية مشهورة تدعوك للانضمام وتعدك بالربح السريع، وفي الحقيقة قد يكون الفيديو مفبركاً بالكامل، مما يمنح هذه المنصات مصداقية زائفة ويوقع المزيد من الضحايا.
فأن تطبيقات المراهنات الإلكترونية ليست مجرد برامج عادية، بل هي أنظمة متطورة تم تصميمها بالتعاون مع خبراء نفسيين وتعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI) لاستدراج المستخدمين وإيقاعهم في فخ الإدمان.
حيث يحذر علماء الطب النفسي، من المخاطر النفسية والعقلية الخطيرة للمراهنات الإلكترونية، مؤكداً أنها ليست مجرد وسيلة للتسلية أو "لعبة حظ"، بل هي بوابة مباشرة للإدمان الذي يعادل في تأثيره على المخ البشري إدمان المخدرات القوية كالهيروين والكوكايين، حيث أن المراهنات الإلكترونية هي التطور الرقمي "للقمار التقليدي"، لكنها أشد خطورة بسبب سهولة الوصول إليها.
آلية الإدمان وتأثيرها على المخ
حيث أن الآلية النفسية لإدمان المراهنات والقمار تعمل على تنبيه منظومة اللذة والاستمتاع في المخ، مما يفرز كميات هائلة من الدوبامين ويمنح الشخص شعوراً بالنشوة والسعادة اللحظية لا يمكن تخيله، فيعتاد المخ على هذا المستوى من التحفيز، ومع مرور الوقت، يحتاج الشخص إلى المراهنة بمبالغ أكبر وخوض مخاطر أعلى ليشعر بنفس اللذة، وعند التوقف، يعاني من أعراض انسحاب تشبه أعراض مدمني المخدرات، مثل القلق والتوتر وعدم الراحة.
الوهم القاتل.. "أنا أذكى منهم"
ومن أخطر الأسباب التي تدفع الأشخاص للاستمرار هو الخطأ المعرفي القائل: "أنا أذكى منهم، سأستفيد ولن أدفع الثمن". وأكد أن هذا الوهم هو الذي يوقع الكثيرين في فخ الإدمان، حيث يصبح الشخص "مقهوراً" على ممارسة اللعبة ولا يستطيع التوقف.
نهايات مأساوية: من الإفلاس إلى الانتحار
وحذر علماء النفس من أن استهلاك الدوبامين بشكل مفرط يؤدي إلى استنزافه، مما يجعل الشخص عرضة للاكتئاب الحاد، خاصة عندما يتزامن ذلك مع الخسائر المالية الفادحة. وكثيراً ما تكون النهاية هي الإفلاس، أو ارتكاب الجرائم، أو حتى الانتحار. وما نراه في التقارير من قصص مأساوية هو حقيقة واقعة سببها ادمان المراهنات الالكترونيه.


إرسال تعليق