كتبت: نهلة الصعيدي
ولدت سعاد حسني في 26 يناير 1943، بحي بولاق بالقاهرة، لأسرة بسيطة لكنها كانت تنتمي إلى بيئة فنية، إذ كان والدها محمد حسني الخطاط المعروف،
وشقيقها الموسيقار الراحل محمد شفيق جلال. غير الشقيق ،
كما كانت على صلة قرابة بالشاعر الكبير صلاح جاهين الذي تبناها فنيا واعتبره بمثابة الأب الروحي لها.
بدأت سعاد مسيرتها الفنية منذ الصغر، وحققت شهرة واسعة خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، بأدوار متنوعة تراوحت بين الفتاة المدللة والفلاحة والفتاة الأرستقراطية، وبرزت في أفلام استعراضية شهيرة مثل "خلي بالك من زوزو" و"فتاة الاستعراض"، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال التي تركت بصمة لا تنسى في السينما العربية. واختتمت مسيرتها الفنية برحيلها في لندن يوم الخميس 21 يونيو 2001 في ظروف غامضة، مما هز قلوب محبيها في مصر والعالم العربي.
وفقًا لتقارير BBC أونلاين، كانت سعاد تقيم في لندن منذ عدة سنوات طلبًا للعلاج، وأشارت التحقيقات الرسمية إلى أنها كانت تعاني من حالة اكتئاب شديدة نتيجة تدهور صحتها، إلا أنه لم يُثبت أن وفاتها كانت نتيجة انتحار، مما يترك الحادثة غامضة ويتيح مجالًا لتفسيرات متعددة.
وأفادت السفارة المصرية في لندن أن الرئيس الأسبق حسني مبارك أمر بنقل جثمانها إلى مصر على متن طائرة خاصة لتشييعها إلى مثواها الأخير.
من جهة أخرى، ذكر أن عائلتها أكدت وجود جهة أمنية وراء مقتلها. وسبق للموسيقار اعتماد خورشيد أن اتهم صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى المصري الأسبق، بالضلوع في قتل سعاد حسني وعمر خورشيد بعد استئجار مجرمون لتنفيذ الجريمة في شقتها بلندن. وأوضحت خورشيد أن الفنانة لم تنتحر، بل قتلت بعد قرارها بكتابة مذكراتها وبيعها لتغطية احتياجاتها المالية والعلاجية، وأن ذلك دفع صفوت الشريف إلى اتخاذ قرار فوري فور علمه بالأمر، خاصة بعد اجتماعها مع عبد اللطيف المناوي لإعداد مذكراتها.
وبين كل تلك الروايات، تبقى سعاد حسني حاضرة في الذاكرة كوجه جميل مليء بالحياة، وفنانة صنعت لنفسها مكانا لا ينسا. رحلت جسدها، لكنها تركت فنا خالدا، وحكاية لم يكتب لها فصلها الأخير بعد.


إرسال تعليق