الفاشر… مدينة الصمود والعراقة تنزف

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








 

بقلم: د. لينا أحمد دَبّه



في قلب دارفور، ترقد مدينة الفاشر كأنها أمٌّ تحتضن التاريخ والوجع معًا. ليست مجرد مدينة، بل ذاكرة حية تختصر حكاية السودان بكل ما فيه من جمالٍ وألم.


كانت الفاشر يومًا عاصمة سلطنة دارفور، ومركزًا للحكم والثقافة والتجارة، حيث كانت القوافل تتقاطع من كل الاتجاهات حاملة البضائع والقصص والأنغام. في أسواقها القديمة تختلط رائحة التوابل بصوت النساء اللائي يصنعن الجمال بأيديهن، وفي شوارعها يعيش الناس على الأمل رغم كل ما مرّ بهم.


لكن الحرب غيّرت ملامح المدينة، فصارت الفاشر عنوانًا للمعاناة والنزوح. ومع ذلك، بقيت روحها لا تُقهر، فنساءها ما زلن يخبزن الخبز للنازحين، وشبابها ما زالوا يرفعون أصواتهم من أجل السلام، وكبارها يزرعون الحكمة في قلوب الأجيال الجديدة.


الفاشر اليوم ليست مجرد مكان على خريطة السودان، بل رمز لصمود الإنسان السوداني الذي لا ينكسر مهما اشتدّت عليه الأزمات. فهي مدينةٌ علّمتنا أن الرماد لا يُخفي جذوة النور، وأن من رحم الألم يولد الأمل.

اضف تعليق

أحدث أقدم