بقلم د.لينا أحمد دَبّة
في لحظة ما نكتشف أن الحياة لا تختبر قوّتنا عبثًا، ولا تضعنا في الطرق الوعرة من دون سبب. فكل أزمة نمرّ بها، وكل باب يُغلق في وجوهنا، هو جزء من عملية عميقة تصنع وعينا وتنضج أرواحنا.
أحيانًا نشعر أننا أمام نفقٍ لا نهاية له، لكن الحقيقة أن داخل كل ظلام فرصة لإعادة ترتيب أنفسنا، لننظر لما حولنا بعيون مختلفة.
الوعي لا يولد في الأيام السهلة، بل في العثرات، في الخيبات، وفي الانكسارات التي تُعيد تشكيلنا دون أن نشعر. نكبر عندما نتعلم ألا ننتظر من أحد أن يفهم وجعنا، وألا نُحمّل الآخرين مسؤولية سعادتنا. نكبر عندما نقرر أن نمسك بزمام حياتنا، ونعيد بناء ما تهدّم في الداخل، لأن أقوى النهايات تأتي من أعمق البدايات.
الحياة لا تُجامل أحدًا، لكنها تنصف من يواجهها بقلب واعٍ وعقل ثابت. لذلك، لا تخشَ المرور بالألم، فهو في كثير من الأحيان الطريق الوحيد لاكتشاف حقيقتك، ومعرفة قيمتك، وفهم ما تستحقه فعلًا.
في النهاية، كل ظلامٍ مررت به كان يحمل لك درسًا… وكل درسٍ كان يمهّد لوعي أكبر… وكل وعي كان يقرّبك خطوة من نفسك التي وُلدت لتكون أقوى.
إرسال تعليق