كتب : احمد ماجد
آراء حول رحيل سعاد حسني
في 21 يونيو 2001، رحلت النجمة المصرية الكبيرة سعاد حسني في لندن، بعد سقوطها من شرفة شقة في الطابق السادس. حتى اليوم، تُثار حول موتهَا فرضيات متعددة لم تزل تثير جدلاً واسعًا، بين من يرى أنها انتحرت، وبين من يعتقد أنها قُتِلت. هذا التقرير يجمع أبرز الآراء والمواقف المختلفة مع المصادر.
. الرواية الرسمية
تحقيق الشرطة البريطانية: أشارت التحقيقات البريطانية إلى أن سعاد حسني سقطت من شرفة شقتها، ووُصِّف الحادث بأنه انتحار.
تصريح الشرطة والزمن: منذ الإعلان عن الحادثة، اعتُبرت فرضية الانتحار هي التفسير الرسمي من جهات التحقيق، لكن غياب إجابات قاطعة وروايات متضاربة فتح الباب للشك.
. آراء من يرفضون الانتحار — نظرية القتل
‒ حسين فهمي
الفنان حسين فهمي نفى بشكل قاطع أن سعاد حسني انتحرت، وصرّح بأن لديه “أدلّة جديدة” تدعم نظريّة القتل.
قال فهمي إنه تواصل مع سعاد قبل وفاتها بثلاثة أيام، وإنها كانت متفائلة وتخطّط للعودة إلى مصر والعودة للعمل الفَنّي.
أشار إلى أن موقع الجثة بعد الحادث كان “مُبعدًا كثيرًا عن حافة البلكونة” (حوالي خمسة أمتار بحسبه)، ما يثير تساؤلات: هل ماتت قبل سقوطها؟
وصف أيضًا أن الانتحار بهذه الطريقة “ليس المنطق” الذي تتبعه سعاد حسب ما كان يراه، معتبرًا أن هناك تناقضات كبيرة في الرواية الرسمية.
‒ شقيقة سعاد حسني (جيهان / جانجاه)
شقيقتها أكّدت أن سعاد “اتغدَرَت” وأن وفاتها لم تكن حادثة طبيعية، بحسب ما صرّحت به في مقابلة مع “المصري اليوم”.
تقول إن أسرتها لا تزال تعيّد ذكرى رحيلها بطريقة مؤثرة، وتصف أن أحلامها لم تتحقق قبل وفاتها.
‒ سميرة أحمد
الممثّلة سميرة أحمد صرّحت في لقاء إعلامي أن لديها اعتقادًا بأن نادية يسري هي من قتلت سعاد.
كلامها أثار موجة جدل كبيرة، لأنه يضع طرفًا معينًا في مركز الاتهام، ويعيد فتح النقاش حول ما إذا كان هناك مؤامرة.
. آراء محايدة أو مركّبة
المخرجة إيناس الدغيدي قالت إنها تميل إلى نظرية الانتحار بنسبة 70٪، مشيرة إلى أن سعاد كانت تتعاطى مهدئات منذ سنوات وهو ما قد يكون سببًا في مشاكل نفسية دفعتها إلى هذا الفعل.
من جهة أخرى، الدغيدي اعترفت بوجود بعض الروايات عن قرار قتل، لكنها ربطت ذلك بمذكرات سعاد التي لم يُنشر منها سوى أشياء “تشبه أفلامًا” حسب كلامها.
برنامج تلفزيوني اسمه «اللغز» عرض أن موتهَا ما زال قضية مليئة بالغموض، وبيّن أن الكثير من الناس غير مقتنعين بالرواية الرسمية، وأن هناك حاجة لإعادة النظر في بعض الأدلة.
. مزاعم الوثائق والمذكرات
نادية يسري، الممثلة التي ارتبط اسمها بقضية الوفاة، لوّحت في أكثر من مناسبة بأنها ستكشف مذكرات سعاد حسني التي تتضمن أسرارًا كبيرة، لكنها قالت إنها لم تُنشر كاملة.
شقيقتها جانجاه تحفظت على ذلك، وقالت إن نشر مذكرات يمكن أن يُشوه الذاكرة أو يكون “محاولة للجدل” أكثر من كشف الحقيقة.
بعض التقارير تشير إلى عقد لدار نشر بريطانية لطباعة مذكرات سعاد، لكن هناك إشارات إلى أن المذكرات اختفت أو لم تُسلم كاملة للجهات المعنية بالتحقيق
. تحليل عام
هناك انقسام كبير في الآراء: بين من يعتقد أن وفاة سعاد حسني كانت انتحارًا منطقيًا بحسب بعض من حولها، وبين من يرفض ذلك بشدة ويرى مؤامرة.
من يدعم نظرية القتل يعتمد كثيرًا على شهادات شخصية (مثل حسين فهمي، شقيقاتها، سميرة أحمد) وعلى ما يرونه تناقضات في الحادثة (مكان السقوط، الحالة النفسية، عدم وجود كسر ظاهر، إلى غير ذلك).
من جهة الانتحار، هناك من يبرّر ذلك بجانب نفسي — مثل إدمان المهدئات أو الاكتئاب — وهو ما ذكرته إيناس الدغيدي، لكنه لم يغلق الباب أمام نظرية القتل بالكامل في نظرها.
مزاعم المذكرات تضيف طبقة جديدة للغموض: إذا نُشرت المذكرات فعلاً أو بعضها، قد تضيء على جوانب من حياة سعاد لم تُكشف من قبل، وربما تكشف دوافع أو تهديدات أو علاقات لم تُعرف للجمهور.
الخلاصة
رحيل سعاد حسني بعد أكثر من عقدين ما زال لغزًا حيًّا في وجدان الجماهير والإعلام. الأدلة تتداخل والروايات تتضارب: هناك من يرى أنها تعرضت لجريمة، وهناك من يمتدح تفسير الانتحار كفرضية حقيقية. مهما يكن، تبقى “ذاكرة السندريلا” حيّة في الأذهان، والتساؤلات حول “ما حدث فعلاً” لم تتوقف.
احمد ماجد


إرسال تعليق