يأجوج ومأجوج:لغز السد العظيم وأحداث آخر الزمان

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




 

قلم/وائل عبد السيد 

تعتبر قصة يأجوج ومأجوج من أكثر القصص إثارة للرهبة والفضول في التاريخ البشري، فهي تجمع بين القوة العسكرية الغاشمة، والعدالة الإلهية، ونبوءات المستقبل.

الفصل الأول: الفساد في الأرض

في زمن غابر، كانت هناك قبائل وحشية تُدعى "يأجوج ومأجوج" (وهم من نسل يافث بن نوح). كانوا يعرفون ببطشهم الشديد، حيث كانوا يخرجون على القبائل المجاورة، ينهبون الأخضر واليابس، ويهلكون الحرث والنسل، ولم يكن لأحد القدرة على صد هجومهم بسبب كثرتهم الهائلة وقوتهم.

الفصل الثاني: ذو القرنين والحل الإعجازي

أثناء رحلة الملك الصالح "ذو القرنين" نحو الشرق، وصل إلى منطقة تقع بين جبلين عظيمين (السدين). وجد هناك قوماً يعيشون في رعب دائم. توسلوا إليه قائلين: {إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}.

رفض ذو القرنين المال، وقرر أن يبني لهم حاجزاً هندسياً لم تشهد البشرية مثله:

رص الحديد: وضع قطع الحديد الضخمة في الفجوة بين الجبلين حتى ساواهما.

النفخ والنار: أمر بإشعال النيران في الحديد حتى أصبح كالجمر المتوهج.

صهر النحاس: صب عليه النحاس المذاب (القطر) ليتخلل الفتحات، فصار السد قطعة واحدة صلبة وملساء، عجز يأجوج ومأجوج عن تسلقه لارتفاعه ونعومته، وعجزوا عن نقبه لصلابته.

الفصل الثالث: خلف السد (الانتظار الطويل)

منذ ذلك الحين، حُبس هؤلاء القوم خلف السد. وفي الحديث النبوي، أنهم يحفرون كل يوم حتى يكادوا يرون شعاع الشمس، فيقول قائدهم: "ارجعوا فستحفرونه غداً"، فيعودون في اليوم التالي وقد أعاده الله أقوى مما كان.

سيستمر هذا الحال حتى يأذن الله، فيلهمهم الله قول "إن شاء الله"، فيعودون في اليوم التالي ويجدونه كما تركوه، فيخرقونه ويخرجون.

الفصل الرابع: الخروج الكبير وفتنة آخر الزمان

يحدث الخروج بعد انتصار نبي الله عيسى عليه السلام على المسيح الدجال. يخرجون بأعداد تفوق الخيال، كما وصفهم القرآن {وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}:

عطشهم: يمر أولهم ببحيرة طبرية فيشربونها كاملة، حتى يمر آخرهم فيقول: "لقد كان هنا ماء يوماً ما!".

قوتهم: يتحصن نبي الله عيسى والمؤمنون في جبل الطور، ويبلغ الجوع والضيق بالمؤمنين مبلغه، حيث يظن يأجوج ومأجوج أنهم هزموا أهل الأرض فيوجهون سهامهم نحو السماء (تحدياً للخالق)، فترجع سهامهم مخضبة بالدماء فتنةً لهم.

الفصل الخامس: النهاية بالمعجزة

عندما يشتد الكرب، يتضرع نبي الله عيسى والمؤمنون إلى الله. فيرسل الله عليهم سلاحاً بسيطاً لا يخطر على بال: "النغف" (دود صغير يخرج في رقابهم). فيموتون جميعاً في ليلة واحدة ميتة رجل واحد، وتصبح الأرض مليئة بجثثهم، فيرسل الله طيراً تحمل جثثهم، ثم مطراً يغسل الأرض حتى تصبح كالمرآة.

 القصة هو القرآن الكريم (سورتا الكهف والأنبياء) والأحاديث النبوية الصحيحة، وهذا النص المعروض هو مقال تجميعي

سورة الكهف (الآيات 92-99): وهي التي تتحدث عن رحلة ذي القرنين، وبناء السد من زبر الحديد والنحاس المذاب، ووصف حبسهم خلفه.

سورة الأنبياء (الآيات 96-97): وتتحدث عن لحظة خروجهم في آخر الزمان وقوله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ}.

اضف تعليق

أحدث أقدم