كتب : حسين قدفي
نجحت الصين في بناء أول آلة طباعة حجرية بالأشعة فوق البنفسجية، والتي حرمتها منها الولايات المتحدة عبر سلسلة من عمليات التقييد على الموردين.
في مختبر شديد الحراسة بمدينة شنتشن، تمكن علماء صينيون، من بناء ما سعت واشنطن لسنوات لمنعه، وهو نموذج أولي لآلة قادرة على إنتاج رقائق أشباه الموصلات المتطورة التي تشغل الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية والأسلحة التي تعد أساسية للهيمنة العسكرية الغربية.
مثل أي شيء في الماضي، اعتمدت الصين على الهندسة العكسية (Reverse Engineering)، وهي عملية تحليل منتج أو نظام موجود بهدف فهم مكوناته، تصميمه، وآلية عمله، ثم إعادة بناء المعرفة التي أدت إلى إنشائه. يمكن تطبيقها على البرمجيات، الأجهزة، أو حتى العمليات الصناعية.
200,000 درجة مئوية. ويتم تركيز الضوء باستخدام مرايا يستغرق إنتاجها شهوراً، وفقاً لموقع زايس الإلكتروني.
ساهم معهد تشانغتشون للبصريات والميكانيكا الدقيقة والفيزياء التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (CIOMP) في تحقيق إنجاز بارز في دمج الأشعة فوق البنفسجية القصوى في النظام البصري للنموذج الأولي، مما يمكنه من بدء التشغيل في أوائل عام 2025م ، على الرغم من أن النظام البصري لا يزال بحاجة إلى تحسينات كبيرة.
في دعوة توظيف إلكترونية نشرت على موقع المعهد في مارس، أعلن المعهد عن تقديم رواتب "غير محدودة" لباحثي الدكتوراه في مجال الطباعة الحجرية، ومنح بحثية تصل قيمتها إلى 4 ملايين يوان (560 ألف دولار أميركي)، بالإضافة إلى مليون يوان (140 ألف دولار أميركي) كإعانات شخصية.
ويركز فريق يضم حوالي 100 خريج جامعي حديث على الهندسة العكسية لمكونات من آلات الطباعة الضوئية بتقنية الأشعة فوق البنفسجية القصوى (EUV) والأشعة فوق البنفسجية العميقة (DUV)، بحسب المصادر.
ويتم تصوير مكتب كل عامل بكاميرا فردية لتوثيق جهودهم في تفكيك وإعادة تجميع الأجزاء، وهو عمل وصفته المصادر بأنه أساسي لجهود الصين في مجال الطباعة الضوئية.
وأضافت المصادر أن الموظفين الذين ينجحون في إعادة تجميع أحد المكونات يحصلون على مكافآت.
علماء هواوي ينامون في مواقع العمل
بينما تشرف الحكومة الصينية على مشروع تقنية الطباعة الحجرية فوق البنفسجية المتطرفة (EUV)، تشارك هواوي في كل خطوة من سلسلة التوريد، بدءاً من تصميم الرقائق ومعدات التصنيع، وصولاً إلى التصنيع والدمج النهائي في منتجات مثل الهواتف الذكية، وذلك وفقاً لأربعة مصادر مطلعة على عمليات هواوي.
ويطلع الرئيس التنفيذي، رن تشنغفي، كبار القادة الصينيين على التقدم المحرز، بحسب أحد المصادر.
وقد أدرجت الولايات المتحدة هواوي على قائمة الكيانات المحظورة عام 2019م ، ما منع الشركات الأميركية من التعامل معها دون ترخيص.
وقد نشرت هواوي موظفين في مكاتبها و مصانعها ومراكز أبحاثها في جميع أنحاء البلاد لهذا الغرض. وغالباً ما ينام الموظفون المكلفون بفرق أشباه الموصلات في مواقع العمل، ويمنعون من العودة إلى منازلهم خلال أيام العمل، مع تقييد استخدام الهواتف للفرق التي تعنى بمهام أكثر حساسية، وفقاً للمصادر.
داخل شركة هواوي، لا يعلم سوى عدد قليل من الموظفين بنطاق هذا العمل. قال أحد الأشخاص: "يتم عزل الفرق عن بعضها البعض لحماية سرية المشروع. إنهم لا يعرفون ما تعمل عليه الفرق الأخرى


إرسال تعليق