كتب: مصطفي عادل صبري
في عالم تتداخل فيه الأصوات وتتسارع الأحداث يبقى السؤال الأكبر كيف يحوّل الشاب أيامه إلى مشروع حياة كيف يجعل من وقته جسراً يقوده إلى مستقبل يليق بقدراته وطموحه
التجارب الطويلة أثبتت أن الفارق بين شاب وآخر ليس في الظروف ولا في البيئة بل في كيف يرى نفسه في مرآة الغد وكيف يتعامل مع اللحظة الراهنة فالحياة ليست بطولها بل بقيمتها وليست بعدد الأيام بل بما نصنعه داخل كل يوم
الشاب الواعي يعرف أن يومه ليس فراغاً عابراً بل مساحة يمكن أن تتحول إلى نقطة تحوّل كبرى خطوة صغيرة في التعلم اكتساب مهارة أو قراءة فكرة قد تغيّر مساره بالكامل التراكم الهادئ هو أساس كل بناء ثابت
أخطر ما يواجه هذا الجيل ليس نقص الفرص بل كثرة الملهيات وأشد ما يهدد العقول ليس ضعف القدرات بل ضياع الانتباه لذلك أصبح تنظيم الوقت فناً قائماً بذاته وعِلماً يحتاجه كل من يسعى لترك أثر حقيقي في عالم يتغير بسرعة لا ترحم المترددين
وفي هذا الإطار يضع الدكتور أحمد السمنتي خبير الموارد والتنمية البشرية القاعدة الذهبية في وقت تضيع فيه أوقات كثيرين على السوشيال ميديا هناك من يستغل نفس الساعات لصناعة مستقبله الوقت نفسه الفرق في من يعرف كيف يستثمره
هذه ليست نصيحة عابرة بل حقيقة يثبتها كل نجاح المستقبل لا ينتظر المترددين بل يبتسم فقط لمن فهم أن القرار هو البداية وأن الاستمرار هو الطريق وأن الوعي هو السلاح الذي لا يُقهَر
الزمن مساحة عادلة يعطي للجميع نفس الساعات لكنه لا يعطي نفس النتائج النتائج ملك لمن عرف كيف يحوّل اللحظة إلى خطوة والخطوة إلى طريق والطريق إلى مستقبل


إرسال تعليق