بقلم/وائل عبد السيد
خلق الله عز وجل الجن من مارج من نار وهو طرف اللهب المتذبذب الذي لا دخان له وذلك قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام ليكونوا أول من يعمر الأرض و يستوطن أرجاءها فكانوا أمة قوية تملك العقل والإرادة والقدرة على الاختيار وبدأوا حياتهم ببناء حضارات عظيمة ومدن في أعماق الأودية وقمم الجبال وكانوا يتناسلون ويموتون ولهم لغاتهم و علومهم الخاصة لكن بمرور الزمن دب فيهم الفساد وانتشر بينهم الظلم والطغيان وبدأوا في سفك الدماء والاعتداء على بعضهم البعض حتى ضجت الأرض من أفعالهم فأرسل الله سبحانه وتعالى جيوشاً من الملائكة لطردهم وتطهير الأرض من شرورهم فحدثت معارك عظيمة أجبرت الجن على الهروب والاختباء في جزر البحار البعيدة وأعالي الجبال الشاهقة والخرابات المهجورة وكان من بين الجن في ذلك الوقت جني عابد ومجتهد هو إبليس الذي رفعه الله لمنزلة الملائكة لشدة عبادته حتى صار يعيش بينهم في السماء ولكن حينما أراد الله خلق آدم عليه السلام وأمر الملائكة وإبليس بالسجود له ظهر الكبر الدفين في نفس إبليس فرفض السجود معللاً ذلك بأنه خير من آدم لأنه خلق من نار وآدم خلق من طين فطرده الله من رحمته وجعله رجيماً ومنذ تلك اللحظة أقسم إبليس على غواية بني آدم وذراريهم وانقسم الجن بعد ذلك إلى فرق شتى فمنهم المؤمنون الذين آمنوا برسالات الأنبياء ومنهم الكفرة والشياطين الذين يتبعون نهج إبليس والجن في حياتهم بعد الخلق يعيشون في عالم موازٍ لا تدركه أبصار البشر ولهم قدرات عجيبة كالطيران والتشكل في صور مختلفة والسرعة الخارقة في قطع المسافات وهم مستمرون في حياتهم حتى يوم القيامة حيث سيحاسبون على كل صغيرة وكبيرة فمن آمن منهم دخل الجنة ومن كفر كان حصب جهنم وبئس المصير وتظل قصة خلقهم و تطورهم واحدة من أعظم أسرار الوجود التي تدل على قدرة الخالق وعظمة ملكوته في السموات والأرض.


إرسال تعليق