(إذا جاءك المهموم أنصِت)

 

كتب: أيمن شاكر 

تأملت هذه المقولة البليغة طويلاً ، فوجدتها تعالج مشاكل كثيرة ، ربما دون تقديم حلول لها.. 

فقد يكون الدواء هو مجرد الإنصات والاستماع وإبداء الاهتمام للمتحدث دون مقاطعته..

ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدوة والمثل .

فحينما إنتدبت قريشٌ عتبةَ بن ربيعة لرسول الله . ليعرض عليه الـمُلك والمال والتداوي ، لم يقاطعه صلى الله عليه وسلم . بل انتظر حتى أتمَّ حديثه .

ثم قال له : ( أقد فرغتَ ؟ )، ثم تلا عليه «سورة فصلت».. فرجع إلى «قريش» يقول: خلُّوا بين الرجل ودعوته.

نعم.. إننا في كثير من الأحيان نحتاج إلى مَن يستمع إلينا ، ويطمئننا أكثر ممن يقدم لنا حلولاً ، وفي جلسات العلاج النفسي خيرُ مثال ، فهي في المقام الأول تقومُ على ذلك. 

فكم أُهدرت أوقات في جلسات صلح ؛ لأن الحاضرين لم يستمعوا جيداً لبعضهم من البداية ، بل وقعت مقاطعات كثيرة حرفت الكلام عن مواضعه ، فضاع المقصود ! 

وكم شُردت أسر لأسباب تافهة . لأن الزوجين لم يستمعا لبعضهما ولم ينصتا ، واكتفى كل منهما برأيه . فتحوَّل الود إلى بُغض ؟! 

يقول الله تعالى في محكم تنزيله : ( وإذا قُرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا )، نعم