بقلم : أيمن شاكر
هناك شيئاً غريباً في الشخص المنسلخ أو المنسحب أو المندفع بقوّة إلى خارج القطيع . هو أننا لا يمكننا تجاهل هذا المتمرد الذي يحاول الخروج عن القطيع . لكونه مختلف
فإختلافه هو الذى يميزه ويظهره ويبين مدى وقاحه هذا القطيع الذى خرج منه .
وانا هنا أتحدث عن قطعان الجهل وقطعان الفكر الرجعى وقطعان الكسل وسوء الفهم
فما أكثرهم هذه الأيام .
فأكثر ما يكرهه القطيع هو إنسان يفكر بشكل مختلف ، إنهم لا يكرهون رأيه في الحقيقة ، ولكن يكرهون جرأة هذا الفرد على امتلاك الشجاعة للتفكير بنفسه ليكون مختلفًا ، فهذا القطيع سيقولون عنك إنسان عاقل وصالح ، فقط عندما لا تنتقد ما يعتقدون ، عندما تكون نسخة منهم .
فخذها نصيحه ... الناس لا تتصالح أبدًا مع من يريد أن يكون نفسه ، ويملك مصيره بيده ، لأنه يهدد ذلك الاستقرار وتلك السكينة التي صنعوها. وكأن الانتماء هو المكافأة لمن يتنازل عن حقه فى التفكير .
فالرعاع دائماً ما يغضبون من شخص يضع معايير فردية و خاصة جدًا لوجوده ، بسبب التعامل غير العادي التي يمارسه هذا الشخص مع نفسه ، فهذا يشعرهم بالتدهور والتراجع الى مكانتهم الأصلية ككائنات عادية ليس لها قيمه .
فإحذر الإلتحاق بقطيع آخر دون أن تشُعر وأنت تخوض حربك المزعومة للتحرّر من قطيع معين .
فالعقل الحر الذي لم يتعوّد على تبعيّة أحد ، يُحدث ضجيجاً في أي مكان يتواجد فيه .
فعليك دائمًا أن تقاسي لتبقى حرًا من هيمنة القطيع ، ستكون وحيدًا ... وأحيانا خائفًا ، لكن الثمن ليس غاليًا في مقابل أن تمتلك نفسك .
سنلتقي ان كان فى العمر بقيه
إرسال تعليق