كتب محسن محمد
تصعيد خطير بين الهند وباكستان بعد ضربات صاروخية متبادلة
في تطور خطير ينذر بانفجار مواجهة عسكرية شاملة بين قوتين نوويتين في جنوب آسيا، شنت الهند فجر الثلاثاء عملية عسكرية مفاجئة استهدفت تسعة مواقع داخل الأراضي الباكستانية، من بينها مواقع في إقليم كشمير المتنازع عليه. العملية التي أطلقت عليها نيودلهي اسم "عملية سيندور"، وُصفت بأنها رد مباشر على الهجوم الذي استهدف سُيّاحًا في منطقة باهالغام بكشمير في 22 أبريل، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا وجرح العشرات.
الجيش الهندي أعلن في بيان رسمي أن الضربات استهدفت "مراكز إرهابية" قال إنها تأوي عناصر متورطة في التخطيط لهجوم باهالغام، مؤكدًا أن العملية "دقيقة ومحددة الأهداف" و"لا تستهدف المدنيين".
من جهتها، أكدت السلطات الباكستانية تعرض مناطق مثل مظفر آباد وكوتلي وبهاولبور لضربات صاروخية، معتبرةً ما جرى "انتهاكًا صارخًا للسيادة الباكستانية"، ووصفت الهجوم بأنه "استفزاز شنيع لن يمر دون رد". وأشارت التقارير الأولية إلى سقوط عدد من الضحايا، بينهم طفل قُتل وأُصيب اثنان آخران، فضلاً عن تضرر مسجد في منطقة بهاولبور نتيجة القصف.
التصعيد العسكري الأخير جاء بعد أسابيع من التوتر المتصاعد، تخلله تبادل الاتهامات بين الطرفين، وطرد دبلوماسيين، وتعليق اتفاقية مياه نهر السند، وإغلاق بعض المعابر الحدودية. وهو ما يعيد إلى الأذهان أزمات سابقة كادت أن تشعل حربًا شاملة، لا سيما في ظل التاريخ المتوتر بين البلدين حول ملف كشمير.
ورغم أن الطرفين لم يعلنا رسميًا الدخول في حرب، فإن وتيرة التصعيد الميداني والردود السياسية الحادة تُنذر بانزلاق الأوضاع نحو مواجهة قد تكون الأعنف منذ حرب كارجيل في أواخر التسعينات.
المجتمع الدولي عبّر عن قلقه الشديد إزاء التصعيد، ودعت الأمم المتحدة الطرفين إلى "ضبط النفس وتجنب التصعيد"، وسط تحركات دبلوماسية من دول كبرى كالصين والولايات المتحدة لاحتواء الأزمة.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستُفضي هذه الضربات إلى مواجهة مفتوحة بين الجارتين النوويتين؟ أم أن الضغوط الدولية ستنجح في كبح جماح المواجهة قبل أن تتجاوز الخطوط الحمراء؟
إرسال تعليق