كتب : عطيه فرج
في تطور مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خلال لقاء مع رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن جماعة الحوثيين في اليمن "استسلموا"، وطالبوا الولايات المتحدة بوقف الغارات عليهم. جاءت هذه التصريحات على هامش اجتماعٍ في المكتب البيضاوي، مما أثار تساؤلات حول مصداقيتها وتداعياتها على الصراع الدائر في المنطقة.
خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي، صرح ترامب بأن الحوثيين "لم يعودوا يريدون القتال"، مؤكدًا أنهم طلبوا بشكلٍ مباشر من الولايات المتحدة وقف العمليات العسكرية ضدهم. وأضاف: "القصف الأمريكي سيتوقف فورًا"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول آليات تنفيذ هذا القرار أو ضمانات من الطرف الحوثي.
تُعد تصريحات ترامب مثيرة للجدل، خاصةً في ظل استمرار المواجهات بين الحوثيين والقوات المدعومة سعوديًا في اليمن. يُذكر أن الصراع اليمني دخل عامه العاشر، مما أدى إلى أزمة إنسانية طاحنة. وبينما تعتمد الولايات المتحدة سياسات متفاوتة تجاه الملف اليمني، تبقى هذه التصريحات غير مُؤطرة بموقف رسمي من الإدارة الأمريكية الحالية.
لم يصدر أي تعليق رسمي من الجماعة حتى الآن، مما يضع علامات استفهام حول مصداقية ادعاءات ترامب.
التحالف العربي: قد تُثير التصريحات توترات مع الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، خاصة السعودية التي تقود التحالف ضد الحوثيين.
من المرجح أن تتحفظ دولٌ أوروبية على هذه التصريحات دون ضمانات عملية لوقف إطلاق النار.
إذا كانت تصريحات ترامب دقيقة، فقد يشكل وقف القصف الأمريكي بارقة أمل للمدنيين اليمنيين الذين عانوا من المجاعة والأمراض. لكن الخبراء يحذرون من أن أي اتفاقٍ غير مكتمل قد يؤدي إلى تصعيدٍ عسكري جديد، خاصةً مع تمسك الحوثيين بالسيطرة على مناطق واسعة، بما فيها العاصمة صنعاء.
قد تؤثر هذه التصريحات على التحالفات الإستراتيجية في المنطقة، لا سيما مع اقترابها من ملفات حساسة مثل الاتفاق النووي الإيراني وأمن الممرات البحرية. كما قد تعيد تعريف دور الولايات المتحدة كلاعبٍ رئيسي في حل الأزمات الشرق أوسط
بينما تبقى تصريحات ترامب حول استسلام الحوثيين ووقف القصف الأمريكي محل تشكيك، فإنها تفتح الباب أمام نقاشاتٍ عاجلة حول مستقبل الصراع اليمني. يتطلب الملف تفاعلًا دوليًا جادًا لضمان حلٍّ دائم يحفظ حقوق المدنيين ويُنهي واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في القرن الحالي.
إرسال تعليق