كتب يوسف معبد
في الأول من مايو من كل عام، تحتفل مصر، جنبًا إلى جنب مع العديد من دول العالم، بعيد العمال. هذا اليوم ليس مجرد عطلة رسمية، بل هو مناسبة ذات دلالة عميقة، تحمل في طياتها تاريخًا من النضال من أجل حقوق العمال وتكريمًا لإسهاماتهم الجليلة في بناء المجتمع ونهضة الاقتصاد الوطني.
البدايات.. صرخة من أجل العدالة:
تعود جذور الاحتفال بعيد العمال إلى أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث شهدت الثورة الصناعية ظروف عمل قاسية وساعات عمل طويلة وأجور متدنية. تصاعدت الاحتجاجات العمالية للمطالبة بتحسين الأوضاع وتحديد ساعات العمل بثماني ساعات. كانت نقطة التحول في الأول من مايو عام 1886، عندما دخل مئات الآلاف من العمال في إضراب شامل في شيكاغو للمطالبة بحقوقهم الأساسية.
عيد العمال في مصر.. اهتمام وتقدير:
في مصر، بدأ الاحتفال بعيد العمال بشكل رسمي في عهد الزعيم جمال عبد الناصر، الذي أولى اهتمامًا كبيرًا بالطبقة العاملة واعتبرها شريكًا أساسيًا في مسيرة التنمية الوطنية. ومنذ ذلك الحين، أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يتم خلالها تكريم العمال وتقدير جهودهم.
أهم الأعمال في مصر.. سواعد تبني المستقبل:
يلعب العمال المصريون دورًا حيويًا في شتى القطاعات، فهم السواعد التي تدفع عجلة الإنتاج في المصانع والشركات، ويساهمون في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاقتصادي. من عمال البناء الذين يشيدون المدن الجديدة والطرق والكباري، إلى المهندسين والفنيين الذين يديرون المشروعات العملاقة، مرورًا بعمال الزراعة الذين يؤمنون الغذاء، وعمال الخدمات الذين يسهرون على راحة المواطنين، وصولًا إلى العاملين في قطاعات الصحة والتعليم والنقل وغيرها.
في عيدهم هذا العام، يأتي الاحتفال بالعمال في مصر في ظل جهود الدولة المستمرة لتحسين أوضاعهم وتوفير بيئة عمل آمنة وعادلة. كما تحرص الدولة على مد مظلة الحماية الاجتماعية والصحية لتشمل جميع العاملين، خاصة العمالة غير المنتظمة والموسمية.
رسالة تقدير وتهنئة:
في هذا اليوم المجيد، يتقدم الجميع في مصر بخالص التهنئة والتقدير لكل عامل وعاملة، عرفانًا بتفانيهم وإخلاصهم في أداء واجبهم الوطني. إن جهودكم هي أساس نهضة هذا الوطن ومستقبله المشرق. كل عام وأنتم بخير.
إرسال تعليق