تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل وترامب يروج للسلام

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




                     كتب جرجس الديب 






تصاعدت حدة التوتر بين إيران وإسرائيل، بعد أن أرسلت طهران إشارات سياسية وعسكرية متباينة، أكدت من خلالها تمسكها بالرد على الهجمات الإسرائيلية، بينما نفت في الوقت نفسه سعيها لتوسيع رقعة الحرب، متهمةً الولايات المتحدة بالمشاركة في العدوان بشكل مباشر.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران الدكتور حسين رويوران، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن الحرب لم تكن خيارًا لإيران بل فُرضت عليها من قبل إسرائيل، مشيرًا إلى أن طهران كانت تسلك طريق الحوار قبل أن تتعرض لهجوم مباشر. وأضاف أن هناك كلفة بشرية ومادية للهجمات الأخيرة، إلا أن إيران لن تتخلى عن حقها في الدفاع عن نفسها، منتقدًا الموقف الأميركي الذي وصفه بـ"أضغاث أحلام".

وفي تحول لافت، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن "سلاماً قريباً" بين إسرائيل وإيران ممكن، مشيرًا إلى وجود اتصالات تهدف لاستعادة التهدئة، ودعا إلى اتفاق يضمن الاستقرار في المنطقة. وردّ رويوران على ذلك برفض تام، مؤكدًا أن إيران لا تعترف بإسرائيل ولن تدخل في مفاوضات مباشرة معها، واصفًا إسرائيل بـ"نظام استيطاني عنصري".

على الأرض، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بارتفاع عدد القتلى جراء الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب وحيفا إلى ثمانية قتلى واثنين وتسعين جريحًا، بالإضافة إلى أربعة مفقودين، في أعنف هجمة صاروخية تشهدها إسرائيل حتى الآن. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى وقوع إصابات خطيرة وانهيارات لمبانٍ في تل أبيب، بينما أكد الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم أربك الدفاعات الإسرائيلية باستخدام أسلوب غير تقليدي.

وبذلك يصل عدد القتلى الإسرائيليين منذ بداية الهجمات الإيرانية إلى 22 شخصًا، فيما تتوسع رقعة الخطر من الشمال في الجليل حتى إيلات جنوبًا. من جانبه، قال الوزير الأردني السابق مهند مبيضين إن الأردن يرفض أن يكون ساحة لأي صراع إقليمي، محذرًا من سقوط مسيرات أو شظايا على الأراضي الأردنية، واعتبر ذلك انتهاكًا غير مقبول.

وأضاف مبيضين أن إيران تسعى دومًا للتوسع عبر وكلائها في المنطقة، مؤكداً أن الأردن لن يُزج في معركة لا تخصه. وبشأن المفاوضات النووية، قال إن الوضع الميداني يعقّد فرص استئناف الحوار بين واشنطن وطهران، موضحًا أن الضربات الإسرائيلية أفقدت إيران الكثير من أوراقها التفاوضية، خاصة بعد تراجع فاعلية أذرعها في الإقليم، ورأى أن إسرائيل تمتلك تفوقًا جويًا واضحًا، بينما لا تزال إيران تعتمد على ضربات من مسافات بعيدة غير حاسمة.

في المقابل، أشار رويوران إلى أن طهران لم تستخدم بعد ترسانتها الصاروخية الأبعد مدى أو الأعلى تدميرًا، مؤكداً أن هناك أسلحة قد تُغيّر مجرى المواجهة إذا استمر العدوان. بينما اعتبر مبيضين أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الحرب إلى تعزيز وحدتها الداخلية وفرض معادلات جديدة في المنطقة.

ويرى مراقبون أن أي تهدئة محتملة تتطلب توافقًا دوليًا فعليًا، وإعادة بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة، وسط تحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يجرّ المنطقة إلى مواجهات أوسع يصعب احتواؤها.

اضف تعليق

أحدث أقدم