كتب : جرجس الديب
أسفر هجوم صاروخي إيراني استهدف عدة مدن إسرائيلية، مساء أمس، عن سقوط قتلى وجرحى، في تصعيد خطير دفع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى التوعد برد قاسٍ، قائلاً: "سكان طهران سيدفعون الثمن قريباً".
وشهدت الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالة من الاستنفار، بعدما استهدفت الصواريخ مناطق مدنية، ما أسفر عن أضرار بشرية ومادية، وزاد من حدة التوتر الإقليمي. ووصف كاتس الهجوم بأنه "عمل جبان"، متهماً إيران بمحاولة كسر إرادة الجيش الإسرائيلي عبر استهداف المدنيين بشكل مباشر.
وفي سياق متصل، صرّح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنجبي، بأن الرد الإيراني جاء ضمن توقعات الأجهزة الاستخباراتية، مؤكداً أن طهران لا تزال تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ، وأن المواجهة الحالية "لن تُحسم في أيام ولا خلال فترة قصيرة".
وكشف هنجبي عن تنفيذ ضربة إسرائيلية وُصفت بأنها "فعالة جداً" استهدفت منشأة نطنز النووية، وهي من أكبر مواقع تخصيب اليورانيوم في إيران، مشيراً إلى تدمير أجزاء فوق الأرض وأخرى تحتها داخل المنشأة.
ومع تصاعد حدة التصريحات وتبادل الضربات، يزداد القلق الدولي من تحول المواجهة إلى حرب مفتوحة تشمل العمق الإيراني، وسط دعوات دولية لضبط النفس واحتواء الموقف.
وفي ساعات الليل، أطلقت إيران صواريخ صوب مناطق مدنية بإسرائيل، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين، وسقوط بين 4 إلى 5 قتلى وإصابة أكثر من 100، بحسب تقارير مختلفة . وزير الدفاع كاتس وصف في منشور رسمي الرمي بأنه "جريمة جبانة ضد الجبهة الداخلية" وأكّد أن "سكان طهران سيدفعون الثمن" قريباً .
مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي وصف الوضع بأن إيران لا تزال تحتفظ بـ"لافا من الصواريخ"، مشيراً إلى أن "هذه ليست حملة تُنهي التهديد خلال أيام أو فترة قصيرة"، وبارك ما وصفه بأنه "هجوم فعّال جداً" على منشأة نطنز النووية، مدمّراً أقساماً تحت الأرض وعلى السطح .
نفذت إسرائيل هجومًا استراتيجيًا استهدف منشآت نطنز في ضربة وصفت بأنها "ناجحة تكتيكياً" وألحقت أضراراً كبيرة بنسبة 14 ألف جهاز طرد مركزي تحت الأرض، رغم بقاء منشأة فوردو مصانة .
على الجهة الأخرى، ردّت إيران بسلسلة من الصواريخ العشوائية على تل أبيب، حيفا، بيتح تكفا، وغيرها، مما أثار القلق في المحافل العالمية، بما في ذلك لقاء زعماء مجموعة السبع في كندا .
إيران قالت إنها أطلقت حوالى 100 صاروخ، وعددها منذ الجمعة تجاوز 270، تجاوزت منظومة "القبة الحديدية" مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا إلى 18 إسرائيلياً وأكثر من 300 مصاب .
الولايات المتحدة من جانبها دعت إيران إلى تهدئة، وفي نفس الوقت منح إسرائيل حرية الدفاع عن نفسها .
المجتمع الدولي طلب ضبط النفس، في حين ارتفعت أسعار النفط نتيجة المخاوف من انتشار النزاع إقليمياً .
العملية العسكرية الإسرائيلية تجاه إيران تضمّن ضرب منشآت نووية ومواصلات عسكرية استراتيجية، بينما جاءت الردود الإيرانية عبر هجمات تضرب المدنيين، في تصعيد جديد قد يُحوّل الصراع إلى مواجهة أوسع. التصريحات المتبادلة تحمل نذر تصعيد محتمل، لا سيّما بعد تهديداتٍ من كاتس وهنجبي، وسط دعوات دولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل اتساع رقعة القتال.
إرسال تعليق