الطوائف بسوريا: تنوع تاريخي في قلب صراع معقد

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








كتب  : محمد طارق


رغم الأزمات السياسية والإنسانية التي عصفت بسوريا خلال العقد الأخير، تبقى البلاد نموذجًا فريدًا في التنوع الديني والطائفي. فسوريا، التي تقع في قلب المشرق العربي، تضم طيفًا واسعًا من الطوائف الإسلامية والمسيحية، إضافة إلى طوائف أخرى أقلية، تشكّل جميعها نسيجًا اجتماعيًا متشابكًا 


* الطائفة السنية: الأغلبية التاريخية


يشكّل المسلمون السنة الأغلبية السكانية في سوريا، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة قبل عام 2011 إلى أن نسبتهم كانت تقارب 70% من مجموع السكان. يتوزعون على مختلف المدن والريف، ويتمركزون بشكل خاص في محافظات حلب، دمشق، حمص، حماة، درعا، وإدلب.


تلعب هذه الطائفة دورًا محوريًا في البنية الدينية والتاريخية لسوريا، كما أن شريحة كبيرة من المعارضة السياسية والمسلحة منذ عام 2011 تنتمي إليها.

* العلويون: الأقلية ذات النفوذ السياسي


العلويون، وهم فرع من الطائفة الشيعية، يشكّلون حوالي 10-12% من السكان. يعيشون أساسًا في المناطق الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس، ولهم وجود تاريخي في جبال العلويين.


برزت هذه الطائفة بشكل لافت في الحياة السياسية بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم عام 1970، وتولّت العديد من المناصب القيادية في الجيش والأمن، ما أدى إلى حساسيات طائفية متزايدة، خاصة خلال الصراع الذي اندلع عام 2011.


* الشيعة الإثنا عشرية والإسماعيلية


توجد جماعات شيعية إثنا عشرية، خاصة في ريف دمشق مثل بلدتي نُبّل والزهراء في ريف حلب، إضافة إلى جماعات إسماعيلية تتمركز في محافظة حماة وخاصة في مدينة السلمية. وتصل نسبة الشيعة عمومًا إلى حوالي 2-3% من إجمالي السكان


* الدروز: طائفة متماسكة وحيادية نسبيًا


يعيش الدروز بشكل رئيسي في محافظة السويداء جنوب سوريا، ويقدَّر عددهم بحوالي 3% من السكان. يتّسم الدروز بخصوصية دينية وتقاليد اجتماعية صارمة، وقد اتخذت القيادة الدينية الدرزية موقفًا حذرًا خلال الحرب، غالبًا ما تميل للحياد حفاظًا على استقرار مناطقهم.


* المسيحيون: جذور ضاربة في التاريخ


قبل الحرب، كان عدد المسيحيين في سوريا يقدَّر بحوالي 10% من السكان، إلا أن النسبة انخفضت نتيجة الهجرة الجماعية خلال الصراع. ينقسم المسيحيون إلى عدة طوائف منها:


الأرثوذكس (الروم الأرثوذكس والسريان)


الكاثوليك (الملكيون، الموارنة، الكلدان)


البروتستانت



تنتشر الكنائس في دمشق، حلب، حمص، وبلدات كثيرة في الشمال والوسط. لعب المسيحيون دورًا مهمًا في الحياة الثقافية والتعليمية والاقتصادية السورية.


* اليزيديون والآشوريون والطوائف الأخرى


إلى جانب الطوائف الكبرى، توجد أقليات دينية صغيرة مثل الآشوريين والكلدان واليزيديين في الشمال الشرقي، خصوصًا في محافظة الحسكة. وقد تعرّض العديد منهم لانتهاكات جسيمة خلال اجتياح تنظيم داعش للمناطق الشرقية عام 2014.

اضف تعليق

أحدث أقدم