ستظل أقلامنا الحرة رمزاً للسلام والمحبة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter








 

كتب محسن محمد 

في زمنٍ تتنازع فيه الأصوات وتتناحر فيه الآراء، تظل الكلمة الحرة هي النور الوحيد القادر على اختراق ظلمات التعصب والكراهية. الكلمة التي تُكتب بصدق لا تُحارب، بل تُحاور، ولا تُقصي، بل تُقرّب، ولا تُشعل فتيل الفتنة، بل تطفئ نيرانها. ومن هنا نقول بثقة ويقين: ستظل أقلامنا الحرة رمزاً للسلام والمحبة.


إن القلم الحر لا يكتب لإرضاء سلطة، ولا يسعى لإثارة الجماهير لمجرد الإثارة، بل يحمل رسالة نبيلة، تُعلي من شأن الإنسان، وتؤمن بأن لكل رأيٍ حقه في الوجود ما دام يحترم حق الآخرين في الاختلاف.


في عالم تتزايد فيه النزاعات، وتضيع فيه الحقائق بين ضجيج الإعلام الموجّه والتضليل المتعمد، يأتي الصحفي الصادق، والمفكر الحر، والكاتب الشريف، ليكونوا صوت العقل في زمن الفوضى، وجسر التفاهم في عالمٍ يمزقه الانقسام.


الأقلام الحرة لا تكتب بدافع الكراهية، بل بدافع الحب. لا تزرع الخوف، بل تنثر الأمل. لا تحرّض على العنف، بل تدعو إلى الحوار. هذه الأقلام، حين تكتب عن الحرية، فهي تكتب من أجل كل إنسان حُرم منها. وحين تكتب عن العدالة، فهي لا تطلبها لنفسها، بل لكل مظلوم.


إننا نؤمن بأن الصحافة الحرة لا تنفصل عن القيم الإنسانية، بل هي امتداد لها. ولهذا، فإن مسؤوليتنا ليست فقط نقل الحقيقة، بل الدفاع عنها، لا بالخطب الرنانة، بل بالكلمات التي تُشفى لا تُجرح، وتُبني لا تُهدّم، وتوحد لا تفرّق.


في وجه حملات القمع، ومحاولات إسكات الأصوات، تظل أقلامنا واقفة، لا تهتز، لأنها تستمد قوتها من ضمير حي، وإيمان عميق بأن الكلمة الشريفة قادرة على التغيير، وأن السلام يبدأ من العقل، والمحبة تُزرع أولاً في القلوب ثم تنبت في السطور.


فليحاولوا إسكات الأصوات، وليحاصروا الكلمات، ولكنهم لن ينجحوا في قتل الروح التي تحرّك القلم، ولا في كسر الإرادة التي تكتب رغم الألم.

ختامًا

ستظل أقلامنا الحرة شموعًا في وجه الظلام، وجسورًا في زمن الهدم، ستظل أقلامنا الحرة رمزًا للسلام والمحبة، مهما تعالت أصوات الكراهية، ومهما ضاق الأفق، فالكلمة الحق تبقى، والباقي إلى زوال.

اضف تعليق

أحدث أقدم