النور الذي يطارد الظلام

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter







كتب:  كريم السيد 


منذ أن خلق الله الكون، والنور والظلام في سباقٍ أبدي. ليس صراعًا بمعناه العنيف، بل رقصة كونية؛ حين يتقدم النور، يتراجع الظلام، وحين يختبئ النور، يعود الظلام ليغطي المشهد. لكن في عمق هذه الحكاية، هناك رسالة خالدة: الظلام لا يملك قوة حقيقية، إنه فقط غياب النور، وحين يظهر النور، ينهار الظلام بلا مقاومة.


النور ليس مجرد أشعة الشمس، ولا وهج مصباحٍ في غرفةٍ مظلمة؛ إنه فكرة، إيمان، أمل، كلمة طيبة، يد حانية، أو حتى ابتسامة في وجه من أنهكته الأيام. كل هذه الأشكال من النور قادرة على طرد ظلام اليأس والحزن والخوف.


في حياة الإنسان، يتجسد الظلام في لحظات الإحباط، في الخيبات، في الفقد، في الغربة عن النفس. لكن العجيب أن شعلة واحدة — مهما كانت صغيرة — قادرة على إحداث فارق هائل. كما أن شمعة واحدة تستطيع إنارة قاعة كبيرة، فإن فعلًا واحدًا من الخير أو الحقيقة يمكنه أن يبدد سنوات من الكذب أو الألم.


النور الذي يطارد الظلام ليس خارقًا للطبيعة، بل يسكن في داخل كل إنسان. قد يكون في كلمة تشجع بها صديقك، أو في إصرارك على المضي رغم الجراح، أو في إيمانك أن الغد أجمل مهما كان الحاضر قاسيًا.


فالظلام ليس عدوًا يخيف النور، بل فراغ ينتظر أن يُملأ. وكلما تحرك النور، انكمش الظلام، حتى يختفي. لذلك، حين تضيق الدنيا، تذكّر أنك تحمل مصباحك الداخلي، وأن مجرد خطوة صغيرة نحو النور، كافية لتفتح بابًا من الأمل.

اضف تعليق

أحدث أقدم