اختيار شريك الحياة.. قرار مصيري لا يحتمل العشوائية

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter










 

كتب: احمد طارق 


في زمن تتسارع فيه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية، لم يعد اختيار شريك الحياة مجرد خطوة تقليدية يتبعها الجميع دون تمحيص. بل أصبح قرارًا مفصليًا يُبنى عليه استقرار الإنسان النفسي، ونجاحه العاطفي، بل وحتى إنتاجيته في الحياة.


بين القلب والعقل.. أين يكمن التوازن؟


كثيرون يقعون في فخ الانجذاب اللحظي، و يندفعون وراء مشاعر قد تكون خادعة، بينما يغيب عنهم صوت العقل الذي ينبه إلى التوافق الفكري، والاختلاف في القيم، والرؤية المستقبلية. الزواج ليس مجرد إعجاب مؤقت، بل هو شراكة طويلة تتطلب التفاهم قبل الانبهار، والاحترام قبل الانجذاب.


معايير لا غنى عنها


في رحلة البحث عن الشريك المناسب، هناك معايير أساسية لا يجب تجاهلها:


الاستقرار النفسي والعاطفي: هل يملك الطرف الآخر القدرة على التعامل مع الضغوط؟ هل نضجت مشاعره كفاية لاحتواء الآخر؟


التوافق القيمي والديني: لا يشترط التطابق الكامل، لكن اختلاف القيم قد يتحول لاحقًا إلى صراع صامت.


الطموح المشترك: ما الهدف من هذه العلاقة؟ وهل يسيران في الاتجاه نفسه؟


الصدق والوضوح: لا علاقة تنمو في بيئة من الغموض أو المراوغة.



آراء الخبراء


وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز البحوث الاجتماعية، فإن أكثر من 60% من حالات الطلاق حول العالم تعود إلى "سوء اختيار الشريك"، أو بمعنى أدق: الاستعجال وعدم التعارف الكافي. فيما تؤكد وزارة التضامن الاجتماعي المصرية أن برامج التوعية الأسرية قبل الزواج ساهمت بنسبة ملحوظة في تقليل نسب الانفصال بين الأزواج الجدد.


التجربة وحدها لا تكفي


قد يعتقد البعض أن "التجربة" كفيلة باكتشاف كل شيء، لكن العلاقات لا تُبنى على الوقت وحده، بل على جودة الحوار، وصدق النوايا، والقدرة على خوض الخلافات دون أن يتحول الخلاف إلى خصومة.


الختام.. خطوة على طريق النضج


اختيار شريك الحياة ليس مهمة سهلة، لكنه أيضًا ليس لغزًا معقدًا. هو ببساطة قرار ناضج يحتاج إلى عقل يقيس، وقلب يشعر، وروح تعرف جيدًا ما تستحقه. ولعل أجمل ما في الاختيار الواعي، أنه لا ينقذك من الوحدة فقط، بل يمنحك رفيق درب يعرف كيف يكون لك وطنًا.

1 تعليقات

  1. ماشاء الله المقال رائع جدا عاش

    ردحذف

إرسال تعليق

أحدث أقدم