كتبت / هُدي محمد
تظل سعاد حسني واحدة من أكثر الأسماء تأثيراً في تاريخ السينما العربية، فهي الفنانة التي جمعت بين الموهبة الفطرية والجاذبية الاستثنائية، وأصبحت رمزاً للفن المصري الراقي. ورغم رحيلها قبل أكثر من عقدين، إلا أن سيرتها ما زالت تثير الجدل والإعجاب في آن واحد.
البدايات والانتشار
ولدت سعاد حسني في 26 يناير 1943 بحي بولاق في القاهرة. دخلت عالم الفن مبكراً من خلال برامج الأطفال، ثم كانت انطلاقتها الكبرى مع فيلم حسن ونعيمة عام 1959، حيث لفتت الأنظار بجمالها وعفويتها. ومنذ ذلك الوقت، لم تترك الساحة الفنية إلا وقدمت ما يقارب واحداً وتسعين عملاً بين السينما والتلفزيون والإذاعة.
أعمال صنعت تاريخها
لم تكن سعاد مجرد ممثلة عابرة، بل استطاعت أن تقدم أدواراً متنوعة، من البنت المرحة الحالمة إلى المرأة المثقفة القلقة، ومن الفلاحة البسيطة إلى الراقصة المتمردة. من أبرز أفلامها:
خلي بالك من زوزو (1972)، الذي يُعد من أنجح الأفلام وأكثرها جماهيرية.
الزوجة الثانية (1967)، حيث جسدت ببراعة معاناة الزوجة الفلاحة.
القاهرة 30 (1966)، من أهم أعمال الواقعية المصرية.
الكرنك (1975)، الذي حمل أبعاداً سياسية عميقة.
غريب في بيتي (1982) وشفيقة ومتولي (1978)، وغيرها من الأعمال التي أصبحت علامات بارزة في السينما.
محطات في حياتها الشخصية
حياتها الخاصة كانت مليئة بالجدل مثل مسيرتها الفنية. ارتبط اسمها بعلاقة عاطفية وزواج غير موثق رسمياً من العندليب عبد الحليم حافظ، وهو أمر ما زال مثار نقاش حتى اليوم. تزوجت بعدها من المصور صلاح كريم لفترة قصيرة، ثم من المخرج علي بدرخان في زواج استمر سنوات وترك أثراً كبيراً في حياتها. وكان آخر أزواجها الكاتب والسيناريست ماهر عواد، الذي ظل إلى جوارها حتى آخر أيامها.
الرحيل المثير للجدل
رحلت سعاد حسني يوم 21 يونيو 2001 في لندن، بعد سقوطها من شرفة شقتها في الطابق السادس من مبنى "ستيوارت تاور". الرواية الرسمية تحدثت عن حادث سقوط قد يكون انتحاراً بسبب معاناتها مع الاكتئاب والمرض. لكن سرعان ما ظهرت أصوات تؤكد أن وفاتها لم تكن طبيعية، وربط البعض الأمر بمحاولتها كتابة مذكراتها أو بمعرفتها بأسرار سياسية حساسة. وحتى اليوم، لا يزال الغموض يحيط بتلك الحادثة، لتبقى نهايتها لغزاً يثير التساؤلات.
إرث لا يزول
رغم الجدل حول حياتها ووفاتها، تظل سعاد حسني "سندريلا الشاشة العربية" بجدارة. أعمالها ما زالت تعرض وتُشاهد بشغف، وجمهورها لا يزال يرى فيها الوجه المشرق للسينما المصرية الكلاسيكية. لقد رحلت، لكنها تركت فناً لا يشيخ، وصورةً لامرأة استثنائية جمعت بين البساطة والعمق، وبين البهجة والحزن.
برافو حبيبتى
ردحذفإرسال تعليق