كتبت ازدهار سعيد
أشرفيات فكري
1. مقدمة
تاريخ مملكة كوش لا يقتصر على وادي النيل فحسب، بل يمتد إلى فضاءات صحراوية وبحرية شكلت عمقها الاستراتيجي. من أبرز هذه الفضاءات أرض المدجاي (Ta-Medjay)، التي تظهر في النصوص المصرية منذ الدولة الوسطى، بوصفها موطنًا لقبائل محاربة استوطنت الصحراء الشرقية حتى البحر الأحمر.
يثير حضور المدجاي في النقوش المصرية الحديثة (الأسرتين 18–20) سؤالًا مهمًا: هل كانوا جزءًا من المجال الكوشي، أم مجرد قوة صحراوية مستقلة؟
2. أرض المدجاي في النصوص المصرية
تظهر “تا-مدجاي” في مصادر الدولة الحديثة كمجال جغرافي محدد في الصحراء الشرقية.
• نصوص حتشبسوت (القرن 15 ق.م): تشير إلى مرور بعثتها إلى بلاد بونت “عبر أرض المدجاي” دون عوائق، وهو ما يربطهم بطريق البحر الأحمر. جاء في نقش دير البحري:
“لقد عبرت بعثتي إلى بلاد بونت عبر أرض المدجاي، آمنة، لم يتعرضوا لشيء، لأن أرضهم تخضع لسلطان جلالتي.”【Lichtheim 1976】.
• نقوش تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م): تضع المدجاي مع الكوشيين في سياق واحد:
“لقد جئتُ منتصرًا على الكوشيين، وأرض ال
إرسال تعليق