حين تغيب النخوة.. شباب يرقصون على أنقاض القيم

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter










 

بقلم : محمد طارق


في مشهد لا يخلو من الحزن والسخرية، أصبحنا نرى فئة من شباب اليوم يُحولون هواتفهم إلى مسارح مفتوحة، وأخلاقهم إلى سلعة رخيصة تُعرض للبيع مقابل "لايك" أو "فولورز". رقصة هنا، تحدٍ هناك، وكل ذلك تحت مظلة واحدة: "الترند هو الهدف".


من النخوة إلى الهبوط


أين ذهبت صورة الشاب الذي يتدخل لفضّ مشاجرة، أو يساعد امرأة مسنة، أو يحمي فتاة من نظرات التحرش؟

في زمن ليس ببعيد، كان الشاب يُقاس بمروءته، ويُحترم بقدر ما يحمي عرضه وأهله وشارعه، واليوم، بات بعضهم يتفاخر بتصرفات صبيانية تُهين كرامته قبل أن تُضحك الآخرين عليه.


تيك توك.. مرآة أم مفسدة؟


منصة "تيك توك" ليست عدوًا في حد ذاتها، بل هي أداة، مثلها مثل أي وسيلة تواصل. ولكن الخطورة في "كيف" نستخدمها. عشرات الفيديوهات التي تُنشر يوميًا لشباب يرقصون في الشوارع، أو يتصرفون بسخافة أمام الكاميرا، لا تعكس فقط فقدان الهدف، بل غياب القيم.

التقليد الأعمى للغرب، و"التنطيط" وراء التريند، جعلا من السطحية نمط حياة، ومن الضحك على النفس مصدر فخر.


المشاهدات ليست شرفًا


تحقيق المشاهدات لا يعني النجاح، ومقاييس الشهرة لا تُقاس بعدد المتابعين فقط، بل بالمحتوى الذي تقدمه. فهل من المروءة أن يبيع الشاب هيبته من أجل حفنة إعجابات؟ وهل أصبحت الشهرة أرخص من القيم؟


من المسؤول؟


الأسرة: حين يُترك الشاب دون توجيه أو قدوة، فمن الطبيعي أن يبحث عن ذاته في تريندات سطحية.


الإعلام: بعض البرامج تُروّج لهؤلاء الشباب وتُعيد تدوير سخافاتهم، بدلًا من انتقادها.


المجتمع: الصمت أحيانًا يُغذي الظاهرة، خصوصًا حين يتعامل البعض معها على أنها "عادي.. شباب بيفرّغ طاقة".



العودة إلى الأصل


النخوة ليست رجعية، ولا القيم عائقًا للتطور. بل هي أساس أي مجتمع سليم. وعلى الشباب أن يدركوا أن الرجولة لا تُثبت أمام الكاميرا، بل في المواقف. وأن الشهرة الحقيقية هي أن تبقى محترمًا في أعين الناس، لا مجرد "فلتر" يزول بانتهاء الفيديو.

1 تعليقات

إرسال تعليق

أحدث أقدم