.
كتب/ ماجد شحاتة
شهدت العاصمة اليمنية صنعاء فجر اليوم غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت القصر الرئاسي، ومحطات كهرباء، ومستودعات للوقود، مستخدمة نحو ٤٠ صاروخًا. وأفادت مصادر طبية بوقوع دمار واسع النطاق في عدة مناطق مدنية، وأسفرت الضربات عن استشهاد شخصين وإصابة خمسة آخرين على الأقل، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا خلال الساعات المقبلة.
وتأتي هذه الضربة في أعقاب إطلاق الحوثيين صاروخًا باليستيًا متطورًا على العمق الإسرائيلي قبل يومين، حيث تمكّن الصاروخ من تجاوز أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي وضرب مواقع في تل أبيب والقدس، ما دفع السلطات إلى إغلاق مطار بن غوريون مؤقتًا. وتصف التقارير الصاروخ بأنه مزوّد بتقنية حديثة تسمح بانفصاله إلى عدة رؤوس متفجرة تحدث أضرارًا متفرقة.
ردًّا على ذلك، نفذت المقاتلات الإسرائيلية غارات مكثفة على صنعاء، في حين أعلنت جماعة الحوثي أن دفاعاتها الجوية نجحت في التصدي لعدد من الطائرات وإجبارها على الانسحاب، مؤكدة في الوقت نفسه أن قدراتها الهجومية والدفاعية تشهد تطورًا متسارعًا يثير قلق تل أبيب.
وفي السياق نفسه، كشفت تقارير صحفية عن خطوات عسكرية أميركية لافتة خلال اليومين الماضيين، أبرزها نقل أجزاء من منظومة الدفاع الجوي الصاروخي المتطورة (THAAD) إلى إسرائيل، وسط أنباء غير مؤكدة عن سحبها من الإمارات لصالح قاعدة رامون الجوية. كما أعلنت واشنطن بشكل مفاجئ سحب قواتها من قاعدتي عين الأسد وفكتوريا في العراق، مع إعادة انتشارها في أربيل ودول مجاورة، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها استعداد لتصعيد إقليمي محتمل.
إلى جانب ذلك، تواصل إسرائيل حشد قوات احتياط بشكل واسع، في خطوة اعتبرها البعض تمهيدًا لغزو جديد لقطاع غزة، بينما يرى آخرون أنها جزء من خطة استعداد لحرب شاملة مع إيران. وقد تزايد هذا الاحتمال مع التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين، حيث حذّر وزير الدفاع من أن أي دولة تدعم إسرائيل ستدفع "ثمنًا باهظًا"، فيما لوّح ممثل المرشد الأعلى بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة الملاحة البحرية حال تعرض بلاده لعدوان عسكري، وهو ما قد يشعل أسعار النفط عالميًا ويهدد الاقتصاد الدولي.
وفي ظل هذه التطورات، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة مفاجئة إلى السعودية قبل يومين، حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وبرغم غياب بيان رسمي حول أسباب الزيارة، إلا أن محللين رجّحوا أنها جاءت في إطار تنسيق المواقف المصرية-السعودية تحسبًا لأي مواجهة إقليمية واسعة بين إسرائيل وإيران.
وتبقى المنطقة مفتوحة على احتمالات متعددة، ما بين تصعيد عسكري قد يشعل مواجهة شاملة خلال الأشهر المقبلة، أو جهود دبلوماسية لاحتواء الموقف وتخفيف حدة التوتر.
إرسال تعليق