بقلم: محمد طارق
في عالمٍ تتزايد فيه الحاجة إلى عمليات زراعة الأعضاء، تقف الإنسانية على مفترق طرق بين الأمل في إنقاذ الأرواح، والجشع الذي لا يعرف الرحمة. في الظل، تنمو تجارة غير مشروعة تُعرف اليوم بـ"مافيا تجارة الأعضاء البشرية"، وهي واحدة من أخطر أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
■ ما هي تجارة الأعضاء البشرية؟
بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، تُعرّف تجارة الأعضاء بأنها "إزالة أو نقل أو زراعة الأعضاء البشرية مقابل عوض مادي أو مكافأة، بشكل ينتهك القوانين أو القواعد الأخلاقية". وتُعتبر هذه الممارسة غير قانونية في معظم دول العالم، نظرًا لما تنطوي عليه من استغلال للفقر والجهل والحاجة.
■ من هم الضحايا؟
الضحايا غالبًا ما يكونون من:
الفقراء والمهاجرين واللاجئين.
الأطفال القُصّر.
أشخاص في أوضاع هشّة أو مضللين بوعود زائفة (مثل السفر أو العمل).
وفقًا لتقرير UNODC لعام 2023، فإن أكثر من 70% من ضحايا تجارة الأعضاء ينتمون إلى فئات مجتمعية ضعيفة، ويُجبر العديد منهم على "التبرع" بأعضائهم مقابل مبالغ زهيدة، بينما تُباع هذه الأعضاء في السوق السوداء بمئات الآلاف من الدولارات.
■ الدول الأكثر تورطًا
تشير تقارير الأمم المتحدة إلى نشاط هذه المافيا في بعض الدول الآسيوية والأفريقية والشرق أوسطية، حيث تنتشر شبكات تُدار من قبل أطراف محلية ودولية. ومن أبرز الدول التي كُشف فيها عن شبكات لتجارة الأعضاء:
باكستان
مصر
الهند
الصين
الفلبين
وقد أطلقت وزارة الصحة المصرية بالتعاون مع الشرطة حملات لضبط مراكز وهمية لزراعة الأعضاء، بعد اكتشاف شبكات تستغل الفقراء وأطفال الشوارع.
■ كيف تعمل هذه المافيا؟
تتسم هذه الشبكات بالتنظيم المحكم، وتعمل عبر:
وسطاء لاستدراج الضحايا.
مستشفيات خاصة أو عيادات غير مرخّصة.
تزوير الأوراق وإخفاء هوية المريض والمتبرّع.
تورط بعض الأطباء أو الممارسين.
■ الجانب القانوني والجهود الدولية
اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية (اتفاقية باليرمو) تُلزم الدول بتجريم الاتجار بالأعضاء.
في مصر، صدر القانون رقم 5 لسنة 2010 لتنظيم زراعة الأعضاء البشرية، والذي يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد لمن يتاجر بالأعضاء.
بعض الدول مثل إيران تتيح "التبرع المدفوع" بشكل رسمي، مما يثير جدلًا أخلاقيًا عالميًا.
■ الضحية ليس وحده!
تجارة الأعضاء لا تؤذي الضحية فقط، بل تُهدد:
ثقة الناس بالنظام الصحي.
استقرار المجتمعات الفقيرة.
مبدأ التبرع الطوعي الذي يشكل روح الطب الإنساني.
المقال تحفه حقيقي استفدت منو جدا
ردحذفالمقال تحفة زي باقي مقالات
ردحذفتسلم و يسلم قلمك
ردحذفمقال في قمه الروعه و الاهميه
إرسال تعليق