: القراءة.. غذاء العقل وروح الحضارة

المشاهدات الفعلية للخبر 👁 Flag Counter




*بقلم:ناريمان محمد 


تُعتبر القراءة من أقدم الوسائل التي اعتمد عليها الإنسان لاكتساب المعرفة ونقل الخبرات، فهي التي ساهمت في بناء الحضارات وصناعة العقول العظيمة عبر التاريخ. فمنذ أن عرف الإنسان الكتابة، أصبحت القراءة هي الجسر الذي يصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، والوسيلة الأساسية لفهم العالم وتطوير الذات.


في عصرنا الحالي، وعلى الرغم من سهولة الوصول إلى الكتب والمصادر المتنوعة عبر الإنترنت، إلا أن الإحصائيات تشير إلى تراجع عادة القراءة بين فئة كبيرة من الشباب، حيث انشغلوا بمواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية على حساب الكتاب. وهذا التراجع لا يهدد الأفراد فقط، بل يؤثر على المجتمع بأكمله، لأن القراءة هي التي تزرع الوعي وتُعزز التفكير النقدي وتُشجع على الإبداع.


من وجهة نظري، لا بد أن نعيد النظر في تعاملنا مع القراءة، وأن ندرك أنها ليست هواية ترفيهية بل ضرورة حياتية. فالشخص القارئ يمتلك قدرة أوسع على التحليل، ويكون أكثر وعيًا بالقضايا المحيطة به، وقادرًا على المساهمة في حل المشكلات المجتمعية بشكل أفضل.


ولتشجيع عادة القراءة يمكن وضع بعض الحلول، منها:

 •تخصيص أوقات يومية للقراءة حتى ولو لمدة نصف ساعة.

 • دعم المبادرات الثقافية مثل معارض الكتب وحملات تبادل الكتب بين الأصدقاء والطلاب.

 • إدخال أنشطة ممتعة للقراءة في المدارس والجامعات لتصبح جزءًا من الحياة اليومية للطلاب.

 • استغلال التكنولوجيا في صالحنا عبر تطبيقات الكتب الإلكترونية والكتب الصوتية.


إن القراءة ليست مجرد كلمات على ورق، بل هي حياة كاملة يعيشها القارئ بين السطور. وإذا أردنا أن ننهض بمجتمعاتنا ونبني أجيالًا واعية ومثقفة، فلا بد أن نعيد للقراءة مكانتها الأولى، فهي المفتاح الحقيقي لكل تطور وتقدم.

اضف تعليق

أحدث أقدم